اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 440
الخير،
وجاهدها في حضور قلبك مع الله، وسترى كيف ينقلك الله تعالى، وبمقدار صدقك من دركات
الغواية إلى درجات الهداية، وكيف يمن عليك بعد ذلك بإزالة كل أنواع التعب والمشقة التي
تشعر بها أثناء مجاهدتك، ليبدلك بدلها حلاوة تجدها في قلبك.
وقد
روي عن الكثير من الصالحين من التصريحات ما يدل على ذلك، فقد قيل لبعض المداومين
على قيام الليل، والحريصين عليه([950]): كيف أنت واللّيل؟ قال: (ما رأيته قطّ
يريني وجهه ثمّ ينصرف وما تأمّلته بعد)
وقال
آخر: (أنا واللّيل فرسا رهان مرّة يسبقني إلى الفجر ومرّة يقطعني عن الفكر)
وقال
آخر: (ساعة أنا فيها بين حالين أفرح بظلمته إذا جاء وأغتمّ بفجره إذا طلع ما تمّ
فرحي به قطّ)
وقال
آخر: (منذ أربعين سنة ما أحزنني شيء سوى طلوع الفجر)
وقال
آخر: (إذا غربت الشمس فرحت بالظلام لخلوتي بربّي وإذا طلعت حزنت لدخول الناس عليّ)
وقال
آخر: (أهل اللّيل في ليلهم ألذّ من أهل اللهو في لهوهم، ولو لا اللّيل ما أحببت
البقاء في الدّنيا)
وقال
آخر: (لو عوّض الله تعالى أهل اللّيل من ثواب أعمالهم ما يجدونه من اللّذّة لكان
ذلك أكثر من أعمالهم)
وقال
آخر: (ليس في الدّنيا وقت يشبه نعيم أهل الجنّة إلّا ما يجده أهل التملّق في
قلوبهم باللّيل من حلاوة المناجاة)
وقال
آخر: (لذّة المناجاة ليس من الدّنيا، إنّما هو من الجنّة أظهرها الله لأوليائه لا
[950] انظر هذه الروايات في المحجة البيضاء
فى تهذيب الاحياء، ج 2، ص: 398.
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 440