responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 393

لتعطيها واحدا فافعل، فإن إدخالك السرور على قلب المسلم، وإغاثة الملهوف، وكشف الضر، وإعانة الضعيف أفضل من مائة حجة بعد حجة الإسلام، قم فأخرجها كما أمرتك)([813])

ثم التفت بشر للرجل، فوجده ملامحه تدل على أنه غير مقتنع بما قال؛ فقال له: (قل لنا ما في قلبك)؛ فقال: (يا أبا نصر، سفري أقوى في قلبي)، فتبسم بشر، ثم قال له ـ مفسرا سر تلك الأشواق الكاذبة ـ: (المال إذا جمع من وسخ التجارات والشبهات، اقتضت النفس أن تقضي به وطرا؛ فأظهرت الأعمال الصالحات، وقد آلى الله على نفسه أن لا يقبل إلا عمل المتقين) ([814])

ومثل ذلك ما يروى عن بعض الصالحين أنه خرج إلى الحج؛ فاجتاز بعض البلاد، فمات طائر معهم، فأمر بإلقائه على المزبلة، وسار أصحابه أمامه، وتخلف هو وراءهم، فلما مر بالمزبلة إذا جارية قد خرجت من دار قريبة، وأخذت ذلك الطائر الميت، فاستحيت أولا، ثم قالت: (أنا وأمي هنا وليس لنا شيء إلا هذا الإزار، وليس لنا قوت إلا ما يلقى على هذه المزبلة، وكان لنا والد ذو مال عظيم فأخذ ماله، وقتل لسبب من الأسباب، ولم يبق عندنا شيء نتبلغ به أو نقتات)، وعندما سمع ابن المبارك بذلك دمعت عيناه، وأمر برد الأحمال والمؤونة للحج، وقال لوكيله: (كم معك من النفقة)، قال: ألف دينار، فقال له: (ابق لنا عشرين دينارا تكفينا لإيابنا، وأعط الباقي إلى هذه المرأة المصابة، فوالله لقد أفجعتني بمصيبتها، وأن هذا أفضل عند الله من حجنا)، ثم قفل راجعا ولم يحج ([815]).


[813] إحياء علوم الدين (3/ 409)

[814] إحياء علوم الدين (3/ 409)

[815] البداية والنهاية (10/ 191)

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 393
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست