اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 388
عشرة، فتصدقت بواحدة، وقال الآخر: كان لي دينارٌ، فتصدقت بعشره، فقال a: (كلكم في الأجر سواءٌ، كلكم تصدق بعشر ماله)
([806])
وروي
أن سائلا جاء ابن عباس، فقال له: أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؟ قال: نعم. قال: وتصوم؟ قال: نعم. قال: سألت، وللسائل حقٌ، إنه لحقٌ علينا أن نصلك فأعطاه ثوبا
ثم قال: سمعت رسول الله a يقول: (ما من مسلم يكسو مسلما ثوبا إلا كان
في حفظ الله ما دام عليه خرقةٌ منه) ([807])
هذا
جوابي على سؤالك ـ أيها المريد الصادق ـ فاحرص على هذا الباب من أبواب الخير،
وتخلق فيه بأخلاق الصالحين، واعلم أن كل درهم أو دينار أنفقته في سبيل الله، وعلى
المنهج الذي علمنا رسول الله a وأئمة الهدى من بعده، سيكون له أثره في تطهير نفسك وتزكيتها
وترقيتها إلى مراتب المتقين المخلصين.
وليس
ذلك ما تراه من ثوابه فقط، بل سيمثل لك يوم القيامة، وقد ربي أحسن تربية، وتمثل في
أحسن صورة، وكان شفيعا لك عند ربك، وجزءا من نعيمك في جنتك.
[806] أحمد 1/96،
والبزار في (البحر الزخار) 3/77 (841)، ودعائم الإسلام 1/241 ـ 244.