اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 385
إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله، أرجو برها
وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله، حيث شئت، قال رسول الله a: (بخ،
ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، قد سمعت ما قلت فيها، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين) ([794])
ولهذا
اعتبر الله تعالى الإنفاق من المال الخبيث الذي تعافه النفس نوعا من البخل، قال
تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا
كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا
الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا
فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ الله غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ [البقرة: 267]
ثم
قال بعدها يشير إلى علاقة ذلك الإنفاق بالبخل: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ
الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَالله يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ
وَفَضْلًا وَالله وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 268]
ومثل
ذلك ما أشار إليه قوله تعالى: ﴿وَيَجْعَلُونَ لله مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ
أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ
النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ﴾ [النحل: 62]
وفي
الحديث أن رسول الله a قال: (سبق درهمٌ مائة ألف درهم) قالوا: وكيف؟ قال: (كان لرجل درهمان فتصدق بأجودهما،
وانطلق رجلٌ إلى عرض ماله فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدق بها)([795])
وروي أنه a خرج، وبيده عصا، وقد علق رجلٌ قنو حشف فجعل يطعن في ذلك القنو
فقال a: (لو
شاء رب هذه الصدقة تصدق بأطيب من هذا، إن رب هذه الصدقة يأكل حشفا يوم القيامة)
([796])