responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 364

الالتجاء إلى الله وسبب انكسار الهمّة وتخفيف الحساب وتضعيف الحسنات) ([733])

وقال بعض الحكماء معبرا عن هذه الوظيفة ـ معتبرا القائمين به من خاصة الخاصة ـ: (و أمّا صوم خصوص الخصوص؛ فصوم القلب عن الهمم الدّنيّة والأفكار الدّنيويّة وكفّه عمّا سوى الله بالكلّية، ويحصل الفطر في هذا الصوم بالفكر فيما سوى الله واليوم الآخر، وبالفكر في الدّنيا إلّا دنيا تراد للدّين فإنّ ذلك زاد الآخرة وليس من الدّنيا)

وبعد كل هذه الآداب ـ أيها المريد الصادق ـ فإياك أن تغتر بعملك، وتتوهم أنه قبل منك، بل استغفر ربك، وابق بعد الإفطار معلّقا مضطربا بين الخوف والرجاء، إذ لست تدري أيقبل صومك، فتكون من المقرّبين، أو يردّ عليك، فتكون من الممقوتين.

وقد روي أن الإمام الحسن مرّ بقوم يوم العيد وهم يضحكون فقال: (إنّ الله عزّ وجلّ جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه، يستبقون فيه لطاعته، فسبق أقوام ففازوا، وتخلّف أقوام فخابوا، فالعجب كلّ العجب للضاحك اللاعب في اليوم الّذي فاز فيه المسارعون وخاب فيه المبطلون، أما والله لو قد كشف الغطاء لاشتغل المحسن بإحسانه والمسي‌ء عن إساءته) ([734])

هذا جوابي على أسئلتك ـ أيها المريد الصادق ـ فاحرص على أن تدخل هذه المدرسة بفرائضها وسننها، لتؤدي دورها في نفسك تربية وتزكية وترقية، واعلم أن الله تعالى كما يحفظ بها روحك ونفسك، يحفط بها جسدك وحياتك؛ فالله لم يكلفك بهذا التكليف تعذيبا لجسدك، وإنما صحة له، وعافية لحياتك، حتى لا تتسلط عليها جنود الأهواء، ولا تستحوذ عليها الشياطين.


[733] مصباح الشريعة، ص135.

[734] الاقبال: 275.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 364
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست