اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 358
(لقى الاخوان، والإفطار من
الصيام، والتهجّد من آخر الليل)([717])
إذا
عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ وعزمت أن تدخل هذه
المدرسة التربوية العظيمة؛ فادخل إليها بظاهرك وباطنك، وجوارحك وحقيقتك.. فلا يمكن
أن ينال فضل الله إلا من دخل في الصوم كافة، كما يدخل في السلم كافة.. وبذلك يمكن
للصيام أن يؤدي وظيفتيه: وظيفة التزكية، ووظيفة الترقية.
الصوم والتزكية:
بما
أن الله تعالى جعل الظاهر وسيلة لإصلاح الباطن؛ فابدأ ـ أيها المريد الصادق ـ بمراعاته؛
فإن صدقت في إصلاحه، والاستفادة من الصوم في ذلك، ييسر الله تعالى عليك إصلاح
باطنك، بل قد يتولاه عنك.
وإلى
هذا النوع من الصوم الإشارة بقوله a: (الصوم جنةٌ ما لم يخرقها)، قيل: بم يخرقها؟، قال: (بكذب أو غيبة)([718])
وقال:
(إذا صمت فليصم سمعك وبصرك وجلدك ـ وعدد أشياء غير ذلك ـ ثم قال: فلا يكون يوم
صومك مثل يوم فطرك) ([719])
وقال
الإمام علي في بعض خطبه: (الصيام اجتناب المحارم كما يمتنع الرجل من الطعام
والشراب.. وكم من صائم ليس له من صيامه إلا الظمأ، وكم من قائم ليس له من قيامه
إلا العناء، حبذا نوم الاكياس وإفطارهم) ([720])
وقال
الإمام الصادق: (إذا أصبحت صائما فليصم سمعك وبصرك من الحرام،