responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 346

عزّ وجلّ عن شرّ الشيطان وحصنه لا إله إلّا الله) ([686])

واستشعر ـ أيها المريد الصادق ـ عند استقبالك للقبلة ما قاله الإمام الصادق عنها، فقد قال: (إذا استقبلت القبلة فآيس من الدنيا وما فيها والخلق وما هم فيه، واستفرغ قلبك من كلّ شاغل يشغلك عن الله تعالى، وعاين بسرّك عظمة الله، واذكر وقوفك بين يديه يوم تبلو كلّ نفس ما أسلفت وردّوا إلى الله مولاهم الحق، وقف على قدم الخوف والرجاء) ([687])

وما قاله بعض الحكماء لبعض مريديه، فقد قال له: (اعلم أن الله تعالى ما صرف ظاهر وجهك عن سائر الجهات إلى جهة بيت الله، إلا تصرف قلبك له.. أ فترى أنّ صرف القلب من سائر الأمور إلى أمر الله ليس مطلوبا منك، هيهات فلا مطلوب سواه، وإنّما هذه الظواهر تحريكات للبواطن، وضبط للجوارح، وتسكين لها بالإثبات في جهة واحدة حتّى لا تبغي على القلب؛ فإنّها إذا بغت وظلمت في حركاتها إلى جهاتها استتبعت القلب وانقلبت به عن وجه الله، فليكن وجه قلبك مع وجه بدنك، واعلم أنّه كما لا يتوجّه الوجه إلى جهة البيت إلّا بالصرف عن غيرها فلا ينصرف القلب‌ إلى الله تعالى إلّا بالتفرّغ عمّا سوى الله تعالى) ([688])

واستشعر ـ أيها المريد الصادق ـ عند الاعتدال‌ في الصلاة مثولك بين يدي الله، وأنه (مطّلع عليك، فقم بين يديه قيامك بين يدي بعض ملوك الزمان إن كنت تعجز عن معرفة كنه جلاله، بل قدّر في دوام قيامك في صلاتك‌ أنّك ملحوظ ومرقوب بعين كالئة من رجل صالح من أهلك أو ممّن ترغب في أن يعرفك بالصلاح، فإنّه يهدأ عند ذلك أطرافك وتخشع


[686] المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء، ج‌1، ص: 386

[687] مصباح الشريعة ص: 89.

[688] المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء، ج‌1، ص: 382.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 346
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست