اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 309
نزلت في وفد ثقيف، حين قالوا لرسول الله a: نبايعك
على أن تعطينا ثلاث خصال، ومن بينها: لا ننحني في الصلاة، يقصدون الركوع والسجود؛ فقال
a: (لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود) ([600])
وهذا
يدل على أن الانحناء في الركوع والسجود كان شديدا عليهم للكبر الذي طبعوا أنفسهم
عليه، ولذلك كان لتلك الحركة دورها في إزالة ذلك الكبر، أو التخفيف منه.
ومما
يروى عن الإمام علي في أسراره ما أجاب به بعضهم عندما قال له: يا ابن عم خير خلق الله ما معنى مد عنقك في الركوع؟ فقال له الإمام: (تأويله آمنت بوحدانيتك، ولوضربت عنقي) ([601])
وفسر
الإمام الباقر بعض أسرار ذلك؛ فقال ـ لمن سأله عن العلة التي شرع لأجل أن يقال في الركوع: (سبحان ربي العظيم وبحمده)، ويقال في السجود: (سبحان ربي الأعلى وبحمده)، فقال: (إن الله تبارك وتعالى لما أسرى بالنبي a، وكان كقاب قوسين أو أدنى، رفع له حجاب، فكبر رسول الله a سبعا حتى رفع له سبع حجب، فلما ذكر مارأى من عظمة الله ارتعدت فرائصه، فانبرك على ركبتيه، وأخذ يقول: (سبحان ربي العظيم وبحمده)؛ فلما اعتدل من ركوعه قائما، ونظر إليه في موضع أعلى من ذلك الموضع خر على وجهه، وجعل يقول: (سبحان ربي الأعلى وبحمده)، فلما قال سبع مرات سكن
ذلك؛ فلذلك جرت به السنة)([602])
ولسنا
ندري مدى صحة هذه الرواية، ولا دقة ما ورد فيها، ولكن معناها ليس