responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 267

الفهم والتدبر

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن أول المراتب التي يرتقي بها السالك إلى الحقائق القرآنية، والتي تجعله يدرك أسرار تلك الفضائل التي وردت في حقه جملة وتفصيلا، وعلاقة ذلك بالتزكية والترقية.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن القرآن الكريم هو رسالة الله تعالى إلى عباده، والرسالة لا يكتفى منها بترديدها، ولا بقراءتها، ولا بتضميخها بأنواع العطر، ولا بتقبيلها ووضعها على الجبهة، ولا بوضعها في إطار جميل مزخرف، وتعليقه في أشرف الأمكنة، وإنما بقراءتها، وفهمها، وتدبر معانيها.

فالمرسل العاقل الواعي الذي يرسل أي رسالة لا يريد من رسالته حروفها فقط، وإنما يريد معانيها، ما ظهر منها وما بطن، وما لاح للعين بادي الرأي، وما احتاج إلى تأمل واستبصار وتدبر.

وهكذا أعظم رسالة بين أيدينا، وهي كلام ربنا.. فهي كما تحتاج إلى كل ذلك التكريم والتشريف والتقديس، تحتاج أيضا إلى أن ترقى عقولنا لفهمها، وإدراك مقاصدها، وتحويل حروفها من كلمات في المصاحف إلى حركات في الحياة.

ولذلك أخبر الله تعالى عن انغلاق القلوب التي لا تفهم كلماته، ولا تتدبرها، فقال: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ [محمد: 24]

وأخبر أن السبب الأكبر في غفلتهم عن الحقائق العظيمة التي جاء بها القرآن الكريم ناتج عن عدم التدبر، فقال: ﴿أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ﴾ [المؤمنون: 68]

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 267
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست