اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 234
وفي
حديث آخر قال a: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنةٌ والحسنة بعشر أمثالها،
لا أقول الم حرف، ولكن ألفٌ حرف، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرف)([441])
وأخبر
a عن الأجر الذي يناله المشتغل بالقرآن، فلا يشغله عنه شيء، فقال: (يقول
الرب تعالى: (من شغله قراءة القرآن عن مسألتي، أعطيته أفضل ما أعطي السائلين) ([442])
وعن
الإمام علي أنه قال: (ألا أخبركم بالفقيه حقّاً ؟).. قالوا: (بلى يا أمير
المؤمنين).. قال: (مَن لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يؤمنهم من عذاب الله، ولم
يرخّص لهم في معاصي الله، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره، أَلاَ لا خير في
علمٍ ليس فيه تفهّم، أَلاَ لا خير في قراءةٍ ليس فيها تدبّر، أَلاَ لا خير في
عبادةٍ ليس فيها تفقّه)([443])
وقال:
(ليكن كلّ كلامكم ذكر الله، وقراءة القرآن، فإنّ رسول الله a سئل: (أيّ الأعمال أفضل عند الله
؟).. قال: (قراءة القرآن، وأنت تموت ولسانك رطبٌ من ذكر الله)([444])
ومن
تلك الآداب ـ أيها المريد الصادق ـ أن تجتهد في أن تضع لنفسك وردا تداوم عليه،
مثلما كان يفعل الصالحون، فقد روي عن الإمام الرضا أنه كان يختم القرآن في كل
ثلاث، ويقول: (لو أردت أن أختمه في أقل من ثلاث لختمته ولكن ما مررت بآية قط إلا
فكرت فيها وفي أي شئ انزلت، وفي أي وقت، فلذلك صرت أختم ثلاثة أيام) ([445])
لكن
ذلك ـ أيها
المريد الصادق ـ قد لا يتسنى لك، ولا لأكثر الناس، وقد يصرفهم