responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 233

أما أول حقوق الظاهر ـ أيها المريد الصادق ـ فهو ما يعبر عنه لفظ التلاوة نفسها، فهو يدل على المتابعة والاستمرار، الذي عبر عنه رسول الله a بقوله: (أحب العمل إلى الله الحال المرتحل)، فسئل عن معناه، فقال: (الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره كلما حل ارتحل)([439])

ولهذا يرد ذكر التلاوة في القرآن الكريم بالفعل المضارع الدال على الاستمرار، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ الله وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ﴾ (فاطر:29)، وقال: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ (البقرة:121)

وحتى تتوفر الدوافع للاجتهاد في التلاوة والتنافس فيها، رغبت النصوص المقدسة الكثيرة في الأجور العظيمة التي ينالها القارئون للقرآن، وهي لا تعني الأجور فقط، بل تعني الآثار التي تحدثها التلاوة في النفس، ذلك أنه لم يكن للأجر أن يكتب في سجل صاحبه دون أن يكون له تأثيره في نفسه..

ولن يكون له تأثيره في النفس ما لم يكن متتابعا مستمرا، ذلك أن الشيطان والهوى والدنيا وغيرهم يتربصون بالإنسان عند كل غفلة، ولذلك كان محتاجا في كل لحظة إلى التحصن بالحصون القرآنية، مثلما يتحصن من يتربص به أعداؤه، ولا يغفلون عنه.

ومن تلك الأحاديث قولهa: (أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد ثلاث خلفات عظام سمان؟)، قلت: نعم، قال: (فثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاة، خيرٌ له من ثلاث خلفات عظام سمان)([440])


[439] الترمذي (2948)، والدارمي (3476)

[440] مسلم (802)

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست