اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 212
وبما
أنك ـ
أيها المريد الصادق ـ سألت عن كيفية التعرض لها، فسأورد لك من النصوص المقدسة ما يدلك على
محالها، والأعمال المرتبطة بها، والتي يحرص الصادقون عليها حرصا شديدا؛ فهي
أعيادهم الحقيقية، ذلك أن كل نفحة منها قد تكون سببا لسعادة الأبد.
وبما
أن مصدر تلك النفحات ومنبعها هي رحمة الله الواسعة، وفضله العظيم، فقد أتاح لذلك
نوعين من المحال: المكانية والزمانية.. فمن فاته المكان أو عجز عن الوصول إليه،
يمكنه أن يستدرك بالزمان.. ومن فاته الزمان يمكنه أن يستدرك بالمكان.
وقد
أشار إلى هذا المعنى قوله a: (من
صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر
حجة وعمرة تامة تامة تامة) ([377])
وفي
رواية أخرى: (من قعد في مصلاه الذي صلى فيه الفجر يذكر الله حتى تطلع الشمس، كان
له حج بيت الله) ([378])
فهذا
الحديث ـ برواياته المختلفة التي اتفقت عليها جميع الأمة ـ يدل على أن المواقيت
الزمانية يمكنها أن تعوض المواقيت المكانية، وخاصة لمن عجز عليها.. حتى لا يكون في
ذلك أي عذر أو حجة للمقصرين.
النفحات الزمانية:
إذا
عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ وعلمت الفضل العظيم الذي أناطه الله تعالى بالمواقيت الزمنية،
والتي تتيسر لكل الخلق؛ فهي لا تحتاج مالا ولا جهدا، بل يكفي أن يعرف المجتهد
فيها التواريخ والأزمنة؛ فاجتهد لأن تبحث عنها، وعن الأعمال المرتبطة بها، ولا
يضرك أن يشكك البعض في صحة بعض ما ورد فيها ما دام لا يتعارض مع ما ورد في