responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 187

نفس من أنفاسك.. ذلك أن كل شيء بيد الله، ولو قطع الله عنك مدد لطفه وفضله في أي لحظة من اللحظات لعانيت كل ألوان العناء التي لا يخرجك منها إلا جوده وإغاثته وفضله.

ومثله عليك بأنوار النبوة والولاية؛ فاستمسك بها، وردد ما ورد عنها من أنواع الأدعية التي تشعرك بفقرك وحاجتك إلى الله، وفي كل الأحوال والأوقات، حتى تلك التي تتوهم فيها غناك، كما يروى في دعاء يوم عرفة: (إلهي، أنا الفقير في غناي، فكيف لا أكون فقيرا في فقري؟! إلهي، أنا الجاهل في علمي، فكيف لا أكون جهولا في جهلي؟!)([332])

ومن تلك الأدعية وأكثرها جمعا للمعاني التي تربي فيك ـ أيها المريد الصادق ـ معاني الافتقار إلى الله ما ورد في مناجاة المفتقرين، والتي يقول فيها الإمام السجاد: (إلهي كسري لا يجبره إلا لطفك وحنانك، وفقري لا يغنيه إلا عطفك وإحسانك، وروعتي لا يسكنها إلا أمانك، وذلتي لا يعزها إلا سلطانك، وأمنيتي لا يبلغنيها إلا فضلك، وخلتي لا يسدها إلا طولك، وحاجتي لا يقضيها غيرك، وكربي لا يفرجها سوى رحمتك، وضري لا يكشفه غير رأفتك وغلتي لا يبردها إلا وصلك، ولوعتي لا يطفئها إلا لقاؤك، وشوقي إليك لا يبله إلا النظر إلى وجهك، وقراري لا يقر دون دنوي منك، ولهفتي لا يردها إلا روحك، وسقمي لا يشفيه إلا طبك، وغمي لا يزيله إلا قربك، وجرحي لا يبرئه إلا صفحك، ورين قلبي لا يجلوه إلا عفوك، ووسواس صدري لا يزيحه إلا أمرك)

وبعد أن يذكر نفسه بهذه الحقائق العظيمة، يمد يده بالسؤال إلى الله، ذاكرا صفاته التي تغني المفتقرين، وتسد كل حاجاتهم قائلا: (فيا منتهى أمل الآملين، ويا غاية سؤل السائلين، ويا اقصى طلبة الطالبين ويا أعلى رغبة الراغبين، ويا ولي الصالحين، ويا أمان


[332] هذه المناجاة مروية عن الإمام الحسين، وعن ابن عطاء الله السكندري.. ولا حاجة للتحقيق في الأصح منهما، لأن المعاني الواردة فيها معان ورد مثلها عن أهل البيت.. والعبرة بالمعاني لا بكسوة الألفاظ.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 187
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست