اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 176
فصعق
بجلالك، فناجيته سرا، وعمل لك جهرا، إلهي لم أسلط على حسن ظني قنوط الإياس، ولا
انقطع رجائي من جميل كرمك، إلهي إن كانت الخطايا قد اسقطتني لديك، فاصفح عني بحسن
توكلي عليك، إلهى إن حطتنى الذنوب من مكارم لطفك، فقد نبهني اليقين إلى كرم عطفك،
إلهى إن أنامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك، فقد نبهتني المعرفة بكرم آلائك، إلهى
إن دعانى إلى النار عظيم عقابك فقد دعانى إلى الجنة جزيل ثوابك) ([319])
ومثل
ذلك قوله في دعاء [التذلل لله عز وجل]: (رب أفحمتني ذنوبي، وانقطعت مقالتي، فلا
حجة لي، فأنا الأسير ببليتي، المرتهن بعملي، المتردد في خطيئتي، المتحير عن قصدي،
المنقطع بي، قد أوقفت نفسي موقف الأذلاء المذنبين، موقف الأشقياء المتجرئين عليك،
المستخفين بوعدك.. سبحانك أي جرأة اجترأت عليك، وأي تغرير غررت بنفسي.. مولاي ارحم
كبوتي لحر وجهي وزلة قدمي، وعد بحلمك على جهلي، وبإحسانك على إساءتي، فأنا المقر
بذنبي، المعترف بخطيئتي، وهذه يدي وناصيتي أستكين بالقود من نفسي، ارحم شيبتي،
ونفاد أيامي، واقتراب أجلي، وضعفي ومسكنتي، وقلة حيلتي.. مولاي وارحمني إذا انقطع
من الدنيا أثري، وامحى من المخلوقين ذكري، وكنت من المنسيين كمن قد نسي.. مولاي
وارحمني عند تغير صورتي وحالي، إذا بلي جسمي، وتفرقت أعضائي، وتقطعت أوصالي، يا
غفلتي عما يراد بي مولاي وارحمني في حشري ونشري، واجعل في ذلك اليوم مع أوليائك
موقفي، وفي أحبائك مصدري، وفي جوارك مسكني يا رب العالمين) ([320])
فردد
ـ أيها المريد الصادق ـ هذه الأدعية وغيرها بحضور قلب؛ فلا شك أنها ستؤثر