اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 144
غفور)،
وقد عبر الشيخ عن هذا الإشكال، فقال: (من جهة أخرى أنكم كنتم ترون أن هذا الاسم،
لا يصلح أن يكون ذكرا، ولا هو من أقسام الكلام المفيد، جريا منكم على ما اشترطه
النحويون، من لزوم التركيب، في تعريفهم الكلام المفيد)([241])
وقد رد على هذا الإشكال بوجوه
من الأدلة، منها أن النحويين عند اشتراطهم لزوم التركيب فيما يعتبر كلاما أرادوا
من خلال ذلك تعريف الكلام الذي تتوقف عليه إفادة السامع، وهذا القيد (بعيدٌ أن
ينطبق على الأذكار، وما يخصها من جهة المشروعية أو عدمها، وما يترتب على ذلك من
الثواب ونحوه، ولاشك أنك لو سألتهم في ذلك الحين، أو هذا الحين، لأجابوك قائلين:
إن ما قررناه هو مجرد اصطلاح نعتمده في عرفنا، ولا مشاحة في الاصطلاح) ([242])
ومنها أن الاصطلاح الذي
اصطلح عليه أهل الفنون والعلوم المختلفة لا علاقة له بالأحكام الشرعية، ولا تأثير
له عليها، ولهذا قد نجد المصطلح الواحد يتداوله أصحاب العلوم المختلفة، وكل يريد
منه غير ما يريد الآخر.
ومنها أنه حتى لو طبقنا
المقاييس التي ذكرها المتكلمون، فإنها لا تنطبق على هذا الذكر ذلك أن (ما اشترطه
النحويون من لزوم التركيب، هو خاص بمن يريد بكلامه إفادة غيره، أما الذاكر فلا
يقصد بذكره إلا إفادة نفسه، وتمكين معنى ذلك الاسم من قلبه، أو ما يشبه تلك
المقاصد) ([243])
ومنها أن النحويين لم
يشترطوا هذا الشرط في كل الأحوال، بل إنهم في حق المتوجه أو