responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 128

أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحا) ([213])

وحتى تعرف قيمة هذا النوع من الإحصاء ـ أيها المريد الصادق ـ أذكر لك أن المريض الذي لا يعرف أن فلانا من الناس طبيب، وله القدرة على علاج كل الأمراض، لن يستفيد منه، ولو صاحبه عشرات السنين، ذلك أنه يجهل كونه مختصا بالطب، فهو يسميه باسمه، وربما يثني عليه بأسماء أخرى، لكن لجهله باسمه الطبيب، ضاعت منه فرصة العلاج على يديه.

فاعبر من هذا المثال إلى معرفتك بربك؛ فأكثر القانطين واليائسين والمحبطين لا يعرفون أسماء الله الحسنى، ولو أنهم اجتهدوا في البحث عنها، كما يجتهدون في البحث عن العقاقير التي تخلصهم من كآبتهم وإحباطهم، لحققوا أغراضهم، وبأقصر الطرق.

إحصاء الفهم:

إذا وعيت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن الإحصاء الثاني هو التأمل في تلك الأسماء التي أحصيتها وجمعتها، لتبحث في حقائقها، والمعاني الدالة عليها.

واعلم أن كل معنى سليم موافق للغة العربية، يمكنه أن يكون شرحا لذلك الاسم، حتى لو كثرت معاني الاسم الواحد؛ بشرط واحدة، وهو أن تكون معاني حسنة.

ومن الأمثلة على ذلك ما ذكر الحكماء في اسم الله العزيز، فقد قال بعضهم عنه: (هو الخطير الذي يقل وجود مثله، وتشتد الحاجة إليه، ويصعب الوصول إليه.. فما لم يجتمع عليه

 


[213] رواه ابن حبان.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست