responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 113

سرّاء شكر. فكان خيرا له. وإن أصابته ضرّاء صبر. فكان خيرا له)([183])

وقال: (أول من يدعى إلى الجنة الحمادون، الذين يحمدون الله في السراء والضراء)([184])

تمجيد الجوارح:

فإذا حمدت الله تعالى بكل قلبك، وامتلأت رضا عنه، تحركت كل جوارحك بالشكر لله وتمجيده وتعظيمه، وعدم استعمال نعمه في معصيته.

وأول تلك الجوارح وأعظمها تأثيرا لسانك؛ ذلك أنه وسيلة من الوسائل العظمى التي جعلها الله لك لتنتقل الحقائق منه إلى قلبك، وتؤثر فيه تأثيرها العظيم.. فالحمد والتمجيد الذي ينطق به قد يكون ثمرة للمعارف، وقد يكون وسيلة إليها.

ولذلك أمر الله تعالى بشكره وتمجيده، حتى يعبر الشكر من اللسان إلى القلب، ومن القلب إلى كل اللطائف، قال تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ﴾ (البقرة:152)، وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لله إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ (البقرة:172)، وقال: ﴿فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ الله حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ الله إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ (النحل:114)

وقد ورد في الحديث عن رسول الله a أنه قال: (إنّ الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشّربة فيحمده عليها)([185])

ولهذا ورد في السنة المطهرة الكثير من صيغ الحمد والتمجيد، والتي هي قبس من وظيفة رسول الله a العظمى المرتبطة بالتزكية، والتي تسري في الأمة في جميع عصورها،


[183] مسلم(2999)

[184] مكارم الاخلاق ص 354.

[185] مسلم(2734)

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 113
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست