اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 112
أَحْبَبْتَ
وَلَكِنَّ الله يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ&﴾
[القصص: 56]، وقوله: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ
كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾
[يونس: 99]، وقوله: ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا
وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ
وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ [السجدة: 13]، لتعرف أن تلك النعمة ليست بحولك ولا
قوتك، وإنما هي فضل عظيم من الله عليك، فاحرص عليه، واشكره، واحذر من أن يسلب منك.
فإذا
امتلأ قلبك شعورا بمنن الله عليك، ثم رحت بمرآة قلبك تطالع جميل صفاته؛ فإن ذلك
سينقلك من الهداية العامة إلى الهداية الخاصة، ومن عوام الناس إلى خواصهم، أولئك
الذين وصفهم الله تعالى، فقال: ﴿وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾
(سبأ: 13)
وذلك
ما يملؤك بالرضا عن ربك، وهو من أعظم مقامات السالكين، قال تعالى: ﴿أُولَئِكَ
كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ الله
عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ الله أَلَا إِنَّ حِزْبَ الله هُمُ
الْمُفْلِحُونَ﴾ [المجادلة: 22]
ولذلك
قال رسول الله a: (خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرا صابرا، ومن لم تكن فيه لم يكتبه
الله شاكرا ولا صابرا، من نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به، ونظر في دنياه
إلى من هو دونه، فحمد الله على ما فضّله به عليه كتبه الله شاكرا صابرا، ومن نظر
في دينه إلى من هو دونه، ونظر في دنياه إلى من فوقه فأسف على ما فاته منه لم يكتبه
الله شاكرا ولا صابرا)([182])
وقال:
(عجبا لأمر المؤمن إنّ أمره كلّه خير. وليس ذلك لأحد إلّا للمؤمن إن أصابته
[182] الترمذي(2512) وبعضه في مسلم (2963)
وابن ماجة(4142)
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 112