responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 8

الوحي ما سيحدث بينه وبين القوم، أعني يزيد بن معاوية وأميره عبيد الله بن زياد، وما جرى من يزيد وأميره على الحسين من تلك الوقعة المشهورة التي أسفرت عن قتل الحسين سنة إحدى وستين هجرية، فلذلك خصه الرسول (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) بالذكر، وبين أنه والحسين كالشيء الواحد في المحبة وحرمة التعرض له ومحاربته، وأكد ذلك بقوله: (أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط) أي من أولاد أولاده، لأنه ابن فاطمة رضي الله عنها، أي هو أمة من الأمم في الخير والصلاح)[1]

بل هو يدل فوق ذلك على أن الإمام الحسين يمثل رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) أصدق تمثيل لأنه منه، وبكل أجزائه وجوانبه، وبلاغة رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) أعظم من أن تريد بذلك النسبة الطينية، فهي نسبة معروفة، لا يحتاج رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) أن يذكرها أو يؤكدها.

وبما أن رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) هو الممثل الحقيقي للدين، وهو القرآن الناطق، وهو الذي لا ينطق عن الهوى، وهو الذي لا يتحرك حركة إلا وفق مرضاة الله؛ فإن من ضرورات تلك النسبة أن يكون للإمام الحسين كل تلك الأوصاف، لأنه يستحيل أن يكون منه، ثم يكون بعد ذلك مخالفا له، وإلا لم يصدق ذلك الوصف عليه.

وبذلك فإن رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) في ذلك الحديث لم يكن يخاطب الإمام الحسين فقط، وإنما كان يخاطب الأمة جميعا، ويخبرها أن الإمام الحسين يحمل نسخة أصلية من الدين الأقوم، وأنه في حال غيابه، أو في حال الحاجة، أو في حال اختلاط الملل والنحل، يمكن العودة إليه لتجنب الدين المزيف الأعوج الذي يريد الشيطان أن يجر إليه هذه الأمة، مثلما فعل مع سائر الأمم.

وانطلاقا من هذا فإن هذا الجزء من الحديث يدعو كل عاقل إلى البحث عن سيرة هذا


[1] مكنون الفتاوى والدرر، أحمد بن حجر، ص35.

اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 8
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست