responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 257

عن رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، لكنهم للأسف لم يفعلوا، بل إن بعضهم حزن لذلك الفرح، مثل عبد الله بن الزبير، لانه كان يطمع أن يبايعه أهل مكة، فلما قدم الإمام الحسين شق ذلك عليه، لأنه يعلم أنه لا يبايعه أحد من أهل مكة والإمام الحسين فيها.

ويروي المؤرخون أنه أقام بمكة باقي شهر شعبان ورمضان وشوال وذي القعدة، وبمكة يومئذ عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر بن الخطاب، فأقبلا جميعا حتى دخلا عليه، وقد عزما على أن ينصرفا إلى المدينة، فقال له ابن عمر ـ وهو من الكبار الذين يستند إليهم للأسف الكثير أبناء من المدرسة السنية، ويتصورون أنه كان أنضج فكرا من الإمام الحسين ـ: (أبا عبد الله! رحمك الله اتق الله الذي إليه معادك! فقد عرفت من عداوة أهل هذا البيت لكم وظلمهم إياكم، وقد ولي الناس هذا الرجل يزيد بن معاوية، ولست آمن أن يميل الناس إليه لمكان هذه الصفراء والبيضاء؛ فيقتلونك ويهلك فيك بشر كثير، فانى قد سمعت رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) وهو يقول: (حسين مقتول، ولئن قتلوه وخذلوه وخذلوه ولن ينصروه ليخذلهم الله الى يوم القيامة)، وأنا أشير عليك أن تدخل في صلح ما دخل فيه الناس، واصبر كما صبرت لمعاوية من قبل، فلعل الله أن يحكم بينك وبين القوم الظالمين)

وهذا كلام عجيب من ابن عمر، وخاصة مع روايته الحديث الذي يخبر فيه رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) بخذلان الأمة للإمام الحسين ، وكان الأصل أن يكون دافعا له، لا إلى دعوة الناس إلى بيعته باعتباره الإمام المنصوص عليه من طرف رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، كما هو ظاهر الحديث، وإنما للقيام هو نفسه ببيعته واتباعه والجهاد معه، حتى لا يتحقق فيه ما ورد في الحديث من الخذلان.

لكن للأسف؛ فإن ابن عمر مع روايته للحديث، ومعرفته بأن رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) لا ينطق عن الهوى، وأن إخباره بقتل الإمام الحسين سيتحقق لا محالة، ولذلك لم يكن هناك أي معنى لنهيه عنه، ولو كان أحد من الناس جدير بأن ينهاه لكان رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) لكن رسول الله

اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 257
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست