responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 256

رسـول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) ولو أعـطاني يزيد الدنيا بحذافيرها)

وقـوله لمـّا ظـنّ أنّ الإمام الحسين خرج من المدينة: (الحمدلله الذي لم يطالبني الله عزّ وجلّ بدمه)

ولذلك كـان لتولي الوليـد بـن عـتـبـة ـ رغم ولائه الأموي ـ على المدينة المنورة فرصة للإمام الحسين للتحرك، والالتقاء مع عامة الناس وخاصتهم وتهيئة الأجواء للثورة.

ومن الشخصيات البارزة في ذلك العصر، والتي حرص الإمام الحسين على الالتقاء بها، لإقامة الحجة عليها، شخصية عبد الله بن عمر، والذي يتخذه الكثير من أبناء المدرسة السنية أسوة ونموذجا لهم؛ فهم بمجرد أن تذكر كربلاء، والإمام الحسين ، وما حصل فيها من المآسي يتأسفون، لا على تخلف الأمة على إمامها وخذلانها له، وإنما على أن الإمام لم يتبع عبد الله بن عمر وغيره، الذي يتصورون أنهم كانوا أعرف بالشريعة والواقع من الإمام الحسين .

ولذلك سنورد حادثة لقائه به هنا بطولها ـ كما ذكرها المؤرخون ـ ونعقب عليها، لنبين من خلالها أنواعا أخرى من الابتلاء تعرض لها الإمام الحسين قبل مسيره لكربلاء، وربما لا تقل عما حصل له فيها.

فقد روى المؤرخون [1] أنه لما دخل الإمام الحسين مكة في ليلة الجمعة لثلاث مضين من شعبان، وهو يقرأ قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾ [القصص: 22]، فرح به أهلها فرحا شديدا، وكان ذلك فرصة للصحابة المقيمين في مكة المكرمة، لأن يستثمروا ذلك الفرح، ويوجهوا المؤمنين لاتباع إمامهم ونصرته، لتتشكل نواة دولته فيها، ويكفيهم لذلك أن يقرؤوا لهم ما ورد في حقه من الروايات


[1] انظر: الفتوح 5: 26، مقتل الحسين للخوارزمي 1: 19، مثير الأحزان 41، وغيرها.

اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 256
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست