responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 227

الفصل الرابع

الإمام الحسين والقيم الرسالية

كل القيم التي سبق ذكرها، يمكن أن يؤديها الوارث للنبوة بنفسه ولنفسه، من غير أن يصاب بأي أذى، أو يتعرض لأي مكروه، أو يحاول الطغاة صده عن طريقهم، لأنها قيم بين العبد ونفسه، أو العبد وربه، أو العبد وعامة الناس.

لكن الأمر في القيم الرسالية مختلف، لأنها تقف في وجه المفاصلة التي يريدها الطغاة من الدين الذي يريدون حصره في علاقة العبد بربه، أو يريدون تدجينه ليتناسب مع طموحهم وأهوائهم، ويحول الرعية إلى سدنة لرغباتهم، وبذلك يتحول الدين إلى أفيون للشعوب، ومخدر لها، كما يتحول إلى أداة بيد الطغاة يمارسون من خلاله شهواتهم في الاستبداد واللصوصية.

ولهذا كان الدور الأكبر والأشهر للإمام الحسين ـ باعتبار الظروف التي مر بها ـ هو في مواجهة الاستكبار والاستبداد والتحريف، ولذلك كانت القيم الرسالية في هذا الجانب أظهر عنده من سائر الجوانب، حتى لا يكاد يعرفه الكثيرون إلا من خلالها.

وقد استطاع ـ بسبب تلك الملحمة التي لم يحصل مثلها في التاريخ ـ أن يحفظ القيم الرسالية حفظا أبديا؛ فيسطر بدمه ودم أهله وأصحابه التعريف الحقيقي للإسلام، وأنه ليس كتلك الأديان التي تحولت إلى أدوات بيد الطغاة والظلمة يستعملونها في الاستخفاف بعقول شعوبهم، وإنما هو دين العدالة والرحمة وكل القيم الإنسانية النبيلة.

اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 227
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست