اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 107
من محرم، وتناقص عددهم، جاء أبو
ثمامة الصيداوي[1]،
وقال للإمام الحسين : (نفسي لك الفداء، إني أرى هؤلاء قد اقتربوا منك، لا والله،
لا تُقتل حتى أُقتل دونك، وأحبّ أن ألقى الله وقد صليت هذه الصلاة التي دنا
وقتها)؛ فرفع الإمام رأسه إلى السماء وقال: (ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين
الذاكرين، نعم، هذا أول وقتها)، ثم قال: (سلوهم أن يكفّوا عنّا حتى نصلّي)[2]
لكن المجرمين الذين كانوا
يزعمون الإسلام لم يلفت انتباههم كل ذلك الاهتمام بالصلاة، وكيف يلتفتون إليها،
وهم لم يلتفتوا للإمام الحسين الذي كان يمثل رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، بل يمثل الإسلام والقرآن الكريم وكل القيم النبيلة، وهذا يدل على
أن الذي يقصر في حق الإمامة سيقصر في كل ما عداها كما روي عن الإمام الباقر قوله:
(بني الإسلام على خمسة أشياء: على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية، قال
زرارة: فقلت: وأي شئ من ذلك أفضل؟ فقال: الولاية أفضل، لأنها مفتاحهن والوالي هو
الدليل عليهن، قلت: ثم الذي يلي ذلك في الفضل؟ فقال: الصلاة إن رسول الله صلى الله
عليه وآله قال: الصلاة عمود دينكم، قال: قلت: ثم الذي يليها في الفضل؟ قال: الزكاة
لأنه قرنها بها وبدأ بالصلاة قبلها وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الزكاة
تذهب الذنوب.أما لو أن رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم
يعرف ولاية ولي الله فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته إليه، ما كان له على الله
عز وجل حق في ثوابه ولا كان من أهل الإيمان)[3]
[1] اسمه عمر بن عبدالله، وقد كان
من أنصار الإمام الحسين، ويسمّى بشهيد الصلاة، استشهد يوم العاشر من محرم. كان من
وجهاء الكوفة ورجلا عارفاً وشجاعاً، له اطّلاع بأنواع السلاح. عيّنه مسلم بن عقيل
حين أخذ البيعة من الناس للثورة الحسينية، على استلام الأموال وشراء السلاح، سار
من الكوفة والتحق بالإمام الحسين قبل شروع القتال. (مقتل الحسين للمقرم:177)