responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 105

ولهذا كان الإمام الحسين يوليها عنايته الكبرى، بسلوكه وخطاباته وتوجيهاته، بل إنها نالت حظها من اهتمامه الكبير، وفي أحلك الظروف التي مر بها في كربلاء.

وكان يؤديها مرتبطة بجميع مقاصدها الشرعية من الخشوع، وذكر الله، والحرص على أوقاتها، وكل ما ذكر في القرآن الكريم من كيفية إقامتها، وقد روي عنه في ذلك أنه كان يصلى، فمر بين يديه رجل فنهاه بعض جلسائه، فلما انصرف من صلاته قال له: لم نهيت الرجل؟ فقال: يا بن رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) خطر فيما بينك وبين المحراب، فقال: (ويحك إن الله عز وجل أقرب إلي من أن يخطر فيما بينى وبينه أحد)[1]

وكان يكثر منها كما يكثر من سائر الشعائر التعبدية، وقد ذكرنا سابقا قول ابن الأثير: (وكان الحسين رضي الله عنه فاضلاً، كثير الصوم، والصلاة، والحج، والصدقة، وأفعال الخير جميعها)[2]، ومثله قول عبدالله بن الزبير: (أما والله لقد قتلوه، طويلاً بالليل قيامه، كثيراً في النهار صيامه)[3]

وقيل للإمام السجاد : ما أقل ولد أبيك؟ فقال: (العجب كيف ولدت، كان يصلى في اليوم والليلة ألف ركعة)[4]

ومن أكبر دلائل اهتمامه بالصلاة وتعظيمه لها، ما حصل ليلة العاشر، فمع كونها كانت ليلة لا تقل عن تلك الليالي التي وصفها الله تعالى بقوله: ﴿إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِالله الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ﴾ [الأحزاب: 10، 11]


[1] وسائل الشيعة، 3/ 434.

[2] أسد الغابة، ج 2، ص 23 – 24.

[3] الكامل في التاريخ، ج 4، ص 99، أنساب الأشراف، ج 5، ص 304.

[4] بحار الأنوار 82/311.

اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست