responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 104

وروي أنه خرج معتمراً لبيت الله، فمرض في الطريق، فبلغ ذلك أباه أمير المؤمنين وكان في يثرب، فخرج في طلبه فأدركه في (السقيا) وهو مريض، فقال له: (يا بني، ما تشتكي؟) فقال: (أشتكي رأسي)، فدعا أمير المؤمنين () ببدنة فنحرها، وحلق رأسه وردّه إلى المدينة، فلمّا أبل من مرضه قفل راجعاً إلى مكة واعتمر [1].

ولم يكن يكتفي بالاهتمام بأداء الشعائر التعبدية، وإنما كان يدعو إلى الاهتمام بمقاصدها، حتى لا تتحول إلى مجرد طقوس لا دور لها في تقويم الشخصية وإصلاح المجتمع، ومن الأمثلة على ذلك قوله جوابا لمن سأله عن الحكمة من تشريع الصوم: (ليجد الغني مسّ الجوع فيعود بالفضل على المساكين)[2]

ولهذا كله يذكر الزائرون عند زيارتهم لمقام الإمام الحسين ذلك الاهتمام العظيم الذي كان يبديه للشعائر التعبدية بجميع أصنافها، ومن أمثلتها قولهم: (أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وأطعت الله ورسوله حتى أتاك اليقين)[3]

انطلاقا من هذا سنحاول أن نذكر هنا بعض مظاهر اهتمام الإمام الحسين بالشعائر التعبدية، وآدابها التي تؤهلها لأداء دورها في التربية الروحية، والسلوك إلى الله تعالى.

1 ـ الإمام الحسين وإقامة الصلاة:

تعتبر إقامة الصلاة من أهم الشعائر التعبدية التي اتفق القرآن الكريم والأحاديث النبوية المطهرة، والروايات الواردة عن أئمة أهل بيت النبوة على تعظيمها واعتبارها من أقصر الطرق وأقرب الوسائل إلى الله تعالى.


[1] دعائم الإسلام، النعمان بن محمّد التميميّ، بيروت، دار الأضواء، 1411هـ، 1 / 395.

[2] بحار الأنوار، 93/339.

[3] مصباح المتهجّد، محمّد بن الحسن الطوسي، بيروت: مؤسّسة فقه الشيعة، 1411ه، الطبعة الاُولى‌، ص : 721.

اسم الکتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست