اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 98
الشام، وأولهم
شهيد المحراب الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، بالجلوس على قاعدة الحوار، لرؤية
المطالب والعمل على تحقيقها.
بل كانت تستمع بدل ذلك إلى
القرضاوي والعريفي والقرني وغيرهم من دعاة الفتنة الذين كانوا يحرضونها على إسقاط
النظام، وعدم الجلوس معه، وحرمة الجلوس معه.. وقتل كل سوري موال للنظام لأنه
[شبيح]
كانت المعارضة حينها في أوج
كبرها، وقد تلقت وعودا من ممالك الجور العربي بأنها إن بدأت في معركة مسلحة مع
النظام، فإن الناتو وأمريكا والغرب ستتدخل، وسيحصل في سورية مثلما حصل في ليبيا،
وأنه ليس عليهم سوى أن يبدأوا المعركة فقط..
ولكن كل تلك الوعود خابت.. فراحت
المعارضة تبيع نفسها، كل إلى جهة من الجهات، فبعضهم باع نفسه لقطر، وآخر لتركيا،
وآخر للسعودية.. وهكذا انقسمت المعارضة إلى ولاءات مختلفة.. ثم سرعان ما دب الصراع
بينها، وراح يقاتل بعضها بعضا من أجل إدارة أحياء أو مؤسسات أو مدن.
كان الجميع لا يملك أي مشروع
للدولة، بل كان مشروعهم الوحيد هو إسقاط النظام.. وكان الجميع لا يملكون قيادة
موحدة، بل كانت القيادة تفرض عليهم من جهات أجنبية.. وكانت تركيا وقطر والسعودية
وغيرها تجمعهم كل حين لتصلح بينهم، ثم سرعان ما يعود الصراع بينهم.
فكيف تريد هذه المعارضة من
الرئيس السوري أن يعتزل أو يترك الحكم، ولمن يتركه، وهم لم يسموا شخصا واحدا
يتفقون عليه.. ولم يضعوا مشروعا واحدا للدولة يمكن أن تسير عليه.. بل كان مشروعهم
الوحيد فقط هو التخلص من النظام للدخول في عصر الفوضى.
هذه بعض مظاهر عمالة المعارضة
السورية.. وإلا فإن خياناتها لا حدود لها..وأول
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 98