responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 82

المكرم الذي آتاه الله العلم والعقل والحكمة إلى مجرد ذنب بهيمة، وعقل معطل، فقال: (لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن أساءوا أسأنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسنوا أن تحسنوا وإن أساءوا أن لا تظلموا)

وعلى هديه a سار ورثته من الأئمة والأولياء والصالحين، وقد قال الإمام علي في نصيحته لكميل: (يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها للخير، والناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق... أفٍ لحامل حق لا بصيرة له ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة لا يدري أين الحق، إن قال أخطأ وإن أخطأ لم يدر، مشغوف بما لا يدري حقيقته فهو فتنة لمن افتتن به وإن الخير كله من عرفه الله دينه وكفى بالمرء جهلاً أن لا يعرف دينه)

وقال ابن مسعود: (لا يتبعن أحدكم دينه رجلاً، إن آمن آمن، وإن كفر كفر، فإنه لا أسوة في الشر)

ولذلك تعلمنا النصوص المقدسة أن الحق ليس مع الكثرة، ولا مع الجماهير، بل الحق دائما مع القلة المستضعفة المحتقرة، وقد قال تعالى: { وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ } [الأنعام: 116]

وذكر قلة المؤمنين الحقيقيين، فقال:{فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ } [هود: 17]

وهكذا أخبر أن { أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 187]، وأن { أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ } [البقرة: 243]، وأن { أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ } [غافر: 59]

ولهذا، فإن على من يريد النجاة أن يبدأ بإخراج عقله من قطيع العقول، ليبحث في الحقيقة بعيدا عن كل تأثيرات الأعداد، وحينها ستتنزل عليه هداية الله إن كان صادقا ومخلصا وله القدرة على التضحية.. فلا يصل إلى الحقيقة إلا المضحون بأنفسهم في

اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 82
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست