responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 81

بذل غيره وسعه فيها.. فما عليه إلا أن يسير خلفه، ليجني ما جنى من دون جهد ولا عناء ولا تعب.

أو أنه عقل عاطفي امتلأ محبة وعشقا وهياما لرأس القطيع، فراح يذبح عقله، ويقدمه قربانا لقلبه.

وكل هذه الأسباب لا تعفي صاحبها من نتائج تفكيره الذي لم يستعمله.. فالموازين الإلهية لا تعفي صاحب هذا العقل من المسؤولية، بل تضعه في صف واحد مع رأس القطيع، كما قال تعالى مشيرا إلى ذلك في مواضع من القرآن الكريم.. ومنها قوله تعالى في بيان تبرير القطيع لأسباب الضلال التي تسبب فيها رأسه: {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68)} [الأحزاب: 67، 68]

والسادة والكبراء المذكورون في الآية الكريمة، لا يقصد بهم الحكام فقط، بل يقصد بهم، وبدرجة أكبر العلماء والدعاة والوعاظ الذين اتخذهم الناس وسائط للهداية، من دون أن يفكروا في مدى سلامة ما يطرحونه، ولكنهم اتبعوهم تبعية عمياء.

ويذكر الله تعالى مشهدا آخر للقطيع وهو يلوم رأسه الذي زج به في تلك المهالك: { وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ } [إبراهيم: 21]

وهذا النص يشير إلى أن القطيع، حتى وهو في تلك المواطن الصعبة، وبعد أن مر بما مر به من أهوال لا تزال له بعض الثقة في الرؤوس التي اتبعها، ولهذا راح يستجديها أن تنقذه.

وتشير أيضا إلى أن رؤوس القطيع لا تزال تمارس دورها في الدجل والكذب على قطيعها، فبدل أن تنسب ضلالها لنفسها راح تنسبه لله، وتتهم الله به.

وبناء على هذا وردت التحذيرات الكثيرة من رسول الله a من تحول الإنسان

اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست