responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 58

أما دلالة النصوص المقدسة على هذا؛ فقد فرق القرآن الكريم بين طغيان فرعون المستكبر المستعلي الذي كان يقتل الرجال، ويستحيي النساء والأطفال، وبين الحكام العادلين الذين قص علينا قصصهم.

ومن الخصال التي نراها فيهم بوضوح تلك القوة والهيبة التي تدل على أنه لا يمكن أن تقوم الدولة بدونهما، فالله تعالى حكى عن سليمان عليه السلام أنه كان يتفقد رعيته، وكان يحزم معها في حال تخلفها عن أداء واجباتها، قال تعالى: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ } [النمل: 20، 21]

وحكى عن موسى عليه السلام شدته مع أخيه هارون بسبب عدم فرضه لسلطته على قومه بعد غيابه عنهم، قال تعالى: {وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأعراف: 150]

وحكى عن ذي القرنين قوله: { أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا } [الكهف: 87، 88]

وهكذا لو تتبعنا الأحكام الشرعية، فإننا سنجد فيها الكثير من الأدلة المثبتة لذلك، فهي كلها تحض على النظام والحزم، ولذلك اعتبرت الحديث في الوقت الذي يخطب فيه الإمام مؤثرا في صحة الجمعة، قال رسول الله a: (إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة: أنصت،

اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست