اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 41
السوري وحلفاءه لم يطبقوا في جهادهم للظلمة سوى ما
أمر الله تعالى به في قوله في الآية السابقة: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ
وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ
الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا
وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} [النساء: 75]
الصنف الثاني:
المؤيدون للإرهاب، والذين قاموا بحرب دولتهم، أو استضافوا الإرهابيين واحتضنوهم طمعا
في مكاسب يحققونها، ولكن بعد أن تبين لهم خواء جعبتهم، وحقيقتهم المرة، راحوا
يفرون من بلادهم، وقبلها من قراراتهم الخاطئة التي اتخذوها.
وهؤلاء مدانون
في كل أحوالهم، وهم يتحملون كل ما حصل لهم.. لأنهم ظلمة لا مظلومين؛ فلولا وقوفهم
مع الإرهاب، وحضانتهم له، لما استطاع أن يدخل إلى بلادهم وقراهم، والعبرة لهم في
ذلك بتلك المدن التي لم يستطع الإرهابيون ـ رغم الجهود الكبيرة التي بذلوها ـ في
الدخول إليها، مثل الفوعة وكفريا، تينك البلدتان الموجودتان في ريف إدلب الشمالي،
والتي يضرب المثل بصبرهما على معاناة الحصار الخانق الذي فرض عليهما مدة طويلة،
ومع ذلك لم يستسلموا رغم أنه لم يخلو يوم واحد من قصف أو قنص أو محاولة اقتحام على
المحاور المختلفة في محيط البلدتين [1].
ومثلهما نبل
والزهراء الموجودتان بشمال حلب، واللتان تعرضتا لحصار طويل بعد أن استولى
الإرهابيون على غالبية الريف الشمالي في 2012.. ومع ذلك لم يستسلموا بل ظلوا
يقاومون إلى أن حقق الله لهم النصر.
فهؤلاء هم
المواطنون الحقيقيون الذين يمثلون الشعب السوري البطل، وهم الجديرون بكل ذلك
الثناء الذي ورد في النصوص المقدسة على الصابرين المحتسبين
[1] انظر
مقالا بعنوان: الفوعة وكفريا… توأم الحصار
والجهاد.
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 41