اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 40
يخرجهم عن هذه الأصناف الثلاثة، التي يمكن اكتشافها
بسهولة من خلال القرآن الكريم:
الصنف الأول:
المستضعفون الذين لا طاقة لهم بمواجهة الإرهاب الذي حل ببلادهم، ولم يتمكنوا في
نفس الوقت من الدخول إلى مدن سورية أخرى، ولذلك اضطروا إلى الخروج إلى الدول
المجاورة أو غيرها، حتى يأمنوا على أنفسهم، وهؤلاء معذورون في ذلك.. وقد أشار
إليهم القرآن الكريم في مواضع منها قوله تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ
وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ
الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا
وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} [النساء: 75]
فهذه الآية
الكريمة تذكر أن من أسباب خروج أولئك المستضعفين هو كون القرية قرية ظالمة.. وبما
أن أولئك المستضعفين كانوا يعيشون حياة عادية قبل أن يحل ما حل بهم.. فالظلم
الطارئ عليهم لم يكن بسبب الدولة التي تحكمهم، وإنما بسبب الإرهابيين الذين تولوا
ذلك.
إما مباشرة،
بممارسة العنف والظلم والقتل لسكان تلك القرى والمدن، مثلما تدل على ذلك المشاهد
الكثيرة التي يبثها الإعلام المغرض نفسه، والذي نرى فيه الإرهابيين يقومون ببث
الرعب في نفوس السكان، ليتركوا بيوتهم وأملاكهم؛ فيقوموا هم بالاستيلاء عليها.
أو بطريقة غير
مباشرة، وذلك عن طريق التترس والتحصن بهم في مواجهة الجيش السوري، ليستفيدوا من
ذلك أمرين: أولهما حماية أنفسهم، والثاني تشويه الجيش السوري، باعتباره يقتل
المدنيين، وينسون أنه لولاهم، ولولا احتلالهم لتلك المناطق، لما أطلق الجيش السوري
طلقة واحدة، ولما هدم بيتا واحدا، كما كان ديدنه قبل هذه الحرب المعلنة.
لكن العقول
القاصرة التي لا تفكر، تستسلم لعواطفها وأهوائها، فتتهم الجيش البطل الذي يحارب
الإرهاب والعنف والظلم، وتترك الظلمة، بل تدافع عنهم، مع أن الجيش
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 40