اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 343
ولم أقل هذا عن سورية وحدها، بل عن كل بلاد الإسلام،
بل حتى لغير بلاد الإسلام، فأنا لا أؤمن بالعنف والصراع، بل أؤمن بالحوار والتغيير
السلمي الهادئ الممتلئ بالأدب، والذي إن لم يثمر في الوقت القريب، فسيثمر في الوقت
البعيد.
بعد هذا أقول
لهؤلاء، بأني لا أعرف أي جهة في الدنيا، فأنا كالمعري حبيس بيتي الريفي المتواضع، والذي
يبعد عن العاصمة بمئات الأميال، ولا أعرف إلا طلبتي المحدودين، وبعيد جدا عن كل
الجهات سياسيها وثقافيها، فلذلك لا تضخموا الأمور، ودعوني أكتب ما أريد، ولكم أن
تنتقدوني بما تشاءون، واعلموا أني مهما قلتم فلن أتغير، لأني أعلم أن الله وحده هو
الديان، ونحن جميع عباده الفقراء إليه، وأننا لا نفعل إلا ما نتصور أنه يرضيه.
فافعلوا ما
تتصورون أنه يرضي الله، ولا تمنعوني أن أرضي الله بما أراه وأقوله، والذي أعتقد
أنه واجب شرعي، لأن المنكر كبير، والساكت عن الحق شيطان أخرس.
هذه رسالتي
إليكم لتراجعوا أنفسكم، لا بالقبول بما أطرحه من آراء، فذلك شأنكم، ولكن في
التواضع مع مخالفيكم، واعتبار أنهم ربما يكونون من المجتهدين الذين اخطأوا في
اجتهادهم، وأنتم قد تعودتم أن تعذروا من قتل عشرات الآلاف بل مئات الآلاف بسبب
خطئه في الاجتهاد، فاعذروني، فأنا لم أقتل بمقالاتي هذه صرصورا واحدا، وإنما هي
مجرد كلمات، وإن كان هناك من يحاسبني عليها، فدعوا الأمر لله، فعند الله يكشف كل
شيء، وتظهر كل الحقائق.
~
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 343