اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 342
حقيقتهم.. بل وردت التصريحات من الكثير من الساسة
الذين ذكروا حقيقة ما جرى في سورية، وأنه لم يكن سوى محاولة لتحطيم سيادتها، بل
أُلفت المؤلفات الكثيرة التي تشرح خطة ما وقع بدقة، بل منها ما كتبه عرابو الخراب
أنفسهم من أمثال عزمي بشارة وغيره.
ومع ذلك كله
غضضتم أبصاركم عن كل ذلك، وبقيتم مصرين على تلك الأفكار التي لقنتم إياها في أول
يوم.. وصرتم ملوكا أكثر من الملوك أنفسهم.
وكان لكم بعد
هذا أن تسكتوا على الأقل، أو تدعوا مخالفيكم يعبرون عن آرائهم بكل حرية، لكنكم
أبيتم ذلك.. ورحتم تجرمون من يفعل ذلك.. ولست أدري بأي لغة أعبر عن هذا السلوك،
وهل يمت للإنسانية والحضارة بأي صلة.. وهل يمت قبل ذلك للأخلاق التي دعانا إليها
ديننا بأي صلة.
لو أنني حملت
بندقية أو أي سلاح، ورحت إلى سورية واستعملته ضد من تسمونهم ثوارا أو مجاهدين،
لكان لكم ربما بعض العذر في تلك الحملة التي تشنونها علي، ولكني لم أفعل..
كل ما فعلته هو
مجرد كلمات وكتابات.. لكنكم ضقتم منها، في نفس الوقت الذي تدعون أنكم تحاربون فيه الاستبداد،
وتدعون فيه إلى الحرية، وتحاربون فيه الأنظمة التي تمنع ألسنتكم أو أقلامكم، مع أن
الأنظمة أرحم منكم، فهي تتيح للجميع أن يتحدث ويكتب ما لم يمس بالأمن العام.
ولست أدري هل
كتاباتي هذه تمس بالأمن العام، وأنا الذي أقول لشعب بلادي، وجميع شعوب البلاد الإسلامية:
مهما فسدت أنظمتكم، ومهما عانيتم بسببها، فلا يصح أبدا أن تدعو إلى إسقاط الأنظمة
أو محاربتها، بل استعملوا كل وسائل التغيير السلمي التي تتيح لكم خدمة بلادكم من
غير أن تهريقوا قطرة دم، أو تهدموا أي بيت أو مؤسسة، لأن القتل والهدم لا يلد إلا
القتل والهدم.
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 342