responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 324

المجرمين، في نفس الوقت الذي تقرب من يزين لها أعمالها، ويثني عليها، حتى لو كان كاذبا في كل ذلك، من أمثال عزمي بشارة، وغيره من المرتزقة.

وأنا أجزم أن الإسلاميين المصريين لو تقربوا من هيكل، واستعانوا بخبرته الطويلة مع أنظمة الحكم المختلفة التي مرت بمصر، لما حصل لهم ما حصل من ثورة مضادة.. ولما حولهم من يتصورون أنهم حلفاؤهم ـ كالسعودية وأخواتها ـ إلى جماعة إرهابية، ولما أودعوا السجون، ولما صودرت ثرواتهم.. لكنهم صموا آذانهم عن سماع توجيهاته وتحذيراته، وتصوروه بصورة الأيديولوجي المغرض، لا بصورة الاستراتيجي الواقعي الناصح.

وأجزم كذلك لو أن الإسلاميين السوريين الذين كانوا مشعل نار الفتنة في سورية، وحطب وقودها، استعانوا بخبرته، واستفادوا منهما لجنبوا بلدهم كل فتنة، ولبقيت سورية بتلك الصورة الجميلة التي كانت عليها، وأمكنهم معها أن ينالوا من الحظوظ السياسية وغيرها، ما لم ينالوه الآن، بعد أن خربوا الديار، وصاروا مطية لكل راكب.

لكن الإسلاميين لم يفعلوا هذا ولا ذاك، لأنهم لا يحبون إلا من يلمع صورهم، ويمدحهم، ويثني عليهم بالذكاء الحاد، حتى لو فشلوا عشرين مرة، أو مائة مرة.. فهم يتصورون أن نقدهم نقد للإسلام، وأنهم الذي يوجهون، لا الذين يُوجهون.

وعندما نقارن موقفهم هذا بموقف الثورة الإسلامية في إيران، نجد الأمر معاكسا تماما، فإيران في ذلك الحين، استفادت من كل العقول، وقربتها، وجعلتها صوتا من أصواتها، حتى أن هيكل ـ وقد كان حينها لا يزال صغير السن، وأقل خبرة ـ وظف من هذه الثورة، وبقي متأثرا بها إلى آخر حياته، يشيد بها كل حين، بسبب قدرتها على اجتذابه والتأثير فيه.

وقد كتب عنها كتابه المعروف [مدافع آية الله]، بعد أن أجرى حوارات كثيرة مع قيادات الثورة، ومن بينهم الإمام الخميني نفسه.. فهل أتاح له مرسي أو غيره من الإسلاميين

اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 324
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست