اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 312
الجماعات تخفق في تلك الاعتصامات، وكانت شعاراتها
تردد، لكن المسؤولين للأسف لم يبادروا للمواجهة العنيفة لتلك الاعتصامات، خوفا من
وسائل الإعلام، ومن اتهامهم بمواجهة المظاهرات السلمية، وكانت نتيجة ذلك احتلال
مدن كثيرة من طرف الإرهابيين، لم تكن لتحتل لو ووجهت تلك المظاهرات بعنف في
بدايتها.
لقد كان في
إمكان الشيخ خالد الملا في ذلك الحين أن يركب الموجة، وأن يضع نفسه في قائمة اتحاد
علماء المسلمين، ليصبح تبعا للقرضاوي ومن شاكله، وينال من أموال الخليج ما يشاء له
هواه، لكنه لم يفعل، ولم يركب الموجة، ولم يساير التيار، بل بقي يواجه كل
المؤامرات التي تحاك على الأمة في العراق وسورية وكل البلاد الإسلامية إلى يومنا
هذا.
ولذلك تعامل معه
الحركيون، والإعلام المغرض باعتباره شبيها لمفتي سورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون،
ولمفتي مصر الشيخ علي جمعة.. ورموه معهم في سلة التجاهل والتبديع والتضليل
والسخرية.
ولذلك لا يرى
المغرر بهم من ضحايا الإعلام والتوجهات السلفية والحركية أمثال هذا العالم، وهم
كثير جدا، لسبب بسيط، وهو أنهم لا يريدون أن يسمعوا الحقيقة، بل يريدون فقط من
يغني لهم على حسب ما يشتهون، لأنهم لا يفكرون إلا بما تمليه غرائزهم وأهواؤهم
وسادتهم الذين يخضعون متذللين لهم.
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 312