اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 311
الذين يريدون بث الفرقة بين المسلمين ليتمكنوا من
تحقيق مشاريعهم.
وميزته الأخرى،
وهي أهم من هذه الميزة، هي ذلك الوعي الاستراتيجي الذي جعله يتنبأ بالكثير من
الأحداث قبل وقوعها، وأذكر جيدا أنه في الفترة التي كان فيها دعاة الفتنة من
القرضاوي وغيره يدعون الشعب العراقي إلى الاعتصام في الساحات، ورفع شعارات إسقاط
النظام، كان يدرك جيدا الأهداف التي يسعى إليها أولئك المعتصمون الممتلئون
بالأحقاد، فلذلك دعا الحكومة العراقية إلى التعامل مع تلك الاعتصامات باعتبارها
تمردا لا اعتصاما.
ولذلك دعا إلى
موقف صارم شديد، لا يحترم فيه إلا الأمن القومي المهدد، وبرر ذلك بأن تلك
الاعتصامات لم تكن سوى (ساحات لإثارة الفتن، وتنفيذ الأجنده الخارجية التي تريد أن
تشعل حرب طائفية في العراق)
وكان يردد حينها
كل مرة: (إن الحكومة تحلت بالحلم والحكمة، وتمادت قيادات الاعتصام بتجاوزها كل
الخطوط الحمر، وصنعت أرضية خصبة لتواجد عصابات القاعدة وداعش؛ ولذلك فإن إزالة هذه
الساحات واجب وطني وشرعي بعد أن ثبت أنها تصدر الخطاب الطائفي وتجند الإرهابيين)
ودعا في بيان له
باعتباره رئيس جماعة علماء العراق (رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة بعدم
التراجع عن تطهير المحافظات التي تتواجد فيها القاعدة والميليشيات وزمر الإرهاب
والجريمة وأن يطاردهم جيشنا الباسل أينما كانوا؛ وألف تحية لمواقف الجيش العراقي
الذي يقاتل شرار الناس ويدك معاقلهم ليعيش العراقيون بأمن وسلام)
وصدق في كل ما
ذكره، فقد كانت تلك التجمعات بمثابة مدرسة حضانة تهيئ الأرضية لقبول داعش والقاعدة
وغيرها من الجماعات المتطرفة، فقد كانت رايات تلك
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 311