اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 289
وبناء على هذا،
فإن من سمات محور المقاومة هو الاهتمام بالمشتركات المصيرية للأمة، بل دعوته إلى
الاتحاد فيما بينها، لتشكل حلفا استراتيجيا يمنع الهيمنة الاستكبارية الغربية من
أن تنفرد بأي فرد من أفراد الأمة، أو قطر من أقطارها.
رابعها ـ الخروج من عالم الشعارات
إلى عالم الواقع، وتحمل نتائج ذلك: وهي خاصية أخرى أساسية تميز هذا المحور عن
غيره، وتجعله حقيقا بهذا اللقب العظيم، لقب [المقاوم والممانع]، فالمقاوم الحقيقي
لا يقاوم بلسانه فقط، وإنما يقاوم بأفعاله، وسلوكه الاستراتيجي الذي يخدم مصالح
الأمة على المدى القريب والبعيد، ويتحمل النتائج المترتبة على ذلك من مقاطعات
اقتصادية، أو تشويه إعلامي، أو تهديد عسكري، أو وضعه في خانة الإرهاب، أو وضعه في
خانة العمالة.
فهو يعرف هدفه بدقة، ويسعى
لتحقيقه، ولا يأبه بالصراخ حوله، ولا بأي أسلوب من أساليب الضغط.
هذه هي الخصائص الأربعة التي
يمكننا من خلالها أن نعرِّف محور المقاومة بكونه [المحور السيد في مواقفه، المستقل
في قرارته، المهتم بقضايا الأمة، غير المتاجر بها، صاحب الخطاب الوحدوي، البعيد عن
الطائفية والعنصرية، والذي لا يكتفي بالمقاومة القولية، وإنما يتبعها بالمقاومة
الفعلية في جميع المجالات، ويتحمل نتائج ذلك]
هذا هو التعريف الذي نقترحه لهذا
المحور، وهو تعريف متفق عليه عند الجميع، وإنما الاختلاف في مصاديقه، أو في
الخارطة التي يحملها هذا المحور.
وبداية، وقبل تحديد الخارطة
الجغرافية لهذا المحور، نذكر أنه محور شعبي قبل أن يكون محورا سياسيا، وبهذا
الاعتبار فإن شعوب الوطن العربي والعالم الإسلامي تنتمي إلى هذا المحور، على الأقل
بعاطفتها ومواقفها الشعورية، والتي قد تؤثر فيها أحيانا البروباغندا الإعلامية،
لكن تأثيرها سرعان ما يزول في ظل أي موقف أو حدث.. مثل موقف ترامب من
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 289