responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 288

مع ما تدعيه.

وبداية، ومن خلال المصطلح [المقاومة] أو [الممانعة]، فإن هذا المحور الذي لا ندري بالضبط من هم مصاديقه، لابد أن تتوفر فيه أربعة خصائص:

أولها ـ الاستقلالية والسيادة: ذلك أن جوهر المقاومة والممانعة هو استقلالية القرار، وسيادة المقرر، بحيث لا يكون تابعا، ولا إمعة لأي جهة من الجهات، تفرض عليه ما تريد، أو تجعله سادنا لمصالحها، وناطقا باسمها.

ثانيها ـ الاهتمام بقضايا الأمة، ودعوته إلى تحرير أراضيها: وهذه خاصية ضرورية، وناتجة عما قبلها، فمن كان سيدا في قراره، ومستقلا في مواقفه، لا يمكن أن يرضى أبدا بأن تحتل أي أرض، أو تسرق خيرات أي شعب، فكيف إذا كانت تلك الأرض جزءا من تاريخه ومعتقداته وحرماته؟

ولذلك فإن أول مظهر لمحور المقاومة هو اهتمامه بالقضية الفلسطينية بالدرجة الأولى، واعتبار الاحتلال الصهيوني غدة سرطانية تحتاج إلى استئصال شامل لها، ولكل آثارها.

وطبعا نحن لا نطلب من هذا المحور أن يواجه هذه الغدة ومن يقف خلفها مواجهة مسلحة، فذلك ربما يحتاج إلى وضع استراتيجيات خاصة، لها علاقة بالزمن، وتطور الأحداث، ولكن يكفي ألا يتنازل عن هذه القضية، وألا يقوم بأي تطبيع مع العدو، مهما كان نوعه، وأن يظل على لغته القوية في اعتباره كيانا غاصبا محتلا.

ثالثها ـ الخطاب الوحدوي والبعيد عن الطائفية والعنصرية: ذلك أن المنطقة الإسلامية منطقة متعددة الأجناس والأديان والمذاهب والطوائف، وهي تستدعي خطابا خاصا، يراعي هذا الواقع الاثني، ولهذا، فإن الذي يتحدث فيها بنبرة طائفية أو عنصرية أو جهوية إنما يخدم المستكبر بذلك، ويهيئ له الأرضية الصالحة لأداء دوره التفتيتي والتقسيمي للمنطقة.

اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 288
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست