اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 265
وكان في إمكانه ـ وهو الذي يتبوأ ذلك المنصف الرفيع
ومعه تلك الأموال الكثيرة ـ أن يكلف فريقا من الباحثين ليذهب إلى المناطق التي
يتواجد بها العلويون، ويستفسر عنهم، ويسأل عن مدى صحة ما يشاع عنهم..
لكنه لم يفعل،
بل اكتفى بفتوى ابن تيمية، وراح يبرر ذلك بتقصيرهم في الدين والصلاة، وهو يعلم أن
أكثر المسلمين مقصرون في الصلاة والدين، والأصل في التعامل مع هؤلاء المقصرين هو
دعوتهم إلى الالتزام بالدين، والأخذ بأيديهم لتحقيق ذلك، لا تكفيرهم والدعوة إلى
قتلهم.
وليت الأمر
اقتصر على القرضاوي، إذن لهان.. بل كلهم راح يفتي بكفرهم واعتبارهم أكفر من اليهود
والنصارى، وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية هذه
الفتوى الخطيرة: (وهؤلاء الدرزية والنصيرية كفار باتفاق المسلمين، لا يحل أكل
ذبائحهم ولا نكاح نسائهم، بل ولا يقرون بالجزية فإنهم مرتدون عن دين الإسلام ليسوا
مسلمين ولا يهود ولا نصارى)[1]
أما فتاوى
التكفيريين الذين لبوا نداء النفير العام للجهاد في سورية، فحدث ولا حرج، فهذا
أحدهم، وهو الشيخ أبو عبيدة عبد الله العدم، يصدر بيانا بعنوان (لا تشاور أحداً في قتل العلويين)، يذكر فيه أنه (ليس لهذه الطائفة المحاربة الممتنعة بالشوكة
والقوة عند أهل الإسلام الحق سوى السيف والسيف وحده، فلا تُشاورْ، أخي المسلم
السُّني، أحداً في قتل العلويين وسلب أموالهم، بل قتلهم هو حق وواجب عليك للدفع عن
أهل السنة المستضعفين في الأرض، فاقتلوهم حيث ثقفتموهم واقعدوا لهم كل مرصد ولا
تأخذكم بهم رأفة ولا رحمة فإن دماءهم وأموالهم مباحة.. وأن دماءهم قربة نتقرب بها
إلى الله)