اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 256
الأحزاب، أو يؤسس ما يشاء من الأحزاب.. لكن ليبتعد
فقط عن اسم الإسلام المقدس، فلا يقحمه، ولا يجعل منه أحبولة لاصطياد العقول
البسيطة.
وبعد أن يفعلوا
هذا، ويتوبوا منه، يمكنهم الانصراف إلى أنفسهم أولا بتهذيبها بالرياضة والمجاهدات
الروحية والأخلاقية، حتى يزيحوا ذلك الران الذي طبعه على قلوبهم تلك اللعب والخدع
التي مارسوها أثناء حياتهم السياسية، والتي جعلتهم ممتلئين بالصراع، ينظرون إلى
العالم من زاوية ضيقة، هي زاوية أنانيتهم وجماعتهم.
وعليهم ليحققوا
هذا أن يهذبوا عقولهم بالعلم النافع، والبحث الدائب المستمر.. ذلك أنهم بفعل ذلك
الانشغال بالسياسة وأهلها، أصبحت لهم أمية ثقافية وفكرية، فلا هم يطالعون، ولا هم
يبحثون، ولا هم يحققون في المسائل المختلفة ليرفعوا مستوياتهم العلمية لمستوى
دينهم أولا، ومستوى العصر الذي يعيشونه ثانيا.
وبعد أن يفعلوا
هذا سيكتشفون أن الإسلام أعظم بكثير من تلك الصورة التي كانوا يحملونها عنه،
ويعرفوا فوق ذلك أن تلك القيادات الروحية التي كانت تبهرهم لم تكن سوى طبولا
جوفاء، وعرائس قراقوز، وحظها من العلم والثقافة والفكر لا يعدو تلك الكلمات التي
يرددونها في المحافل، والتي تغلب عليها العاطفة أكثر مما يغلب عليها العقل.
وبعد أن يفعلوا
هذا، سيجد كل واحد منهم الطريق المناسب الذي يخدم به الإسلام، ويبلغ به رسالة
الله.. ذلك أن تلك الجماعات والتنظيمات التي كانوا ينتمون إليها قمعت كل طاقاتهم،
وكسرت كل إرادة للإبداع فيهم، لأنها كانت تنظر إليهم كنقطة تكثر سوادها، لا كبشر
محترمين يمكن لكل واحد منهم أن يؤدي من الأدوار ما لا تستطيع الجماعات الكثيرة
أداءه.
ومن لم يجد منهم
أي عمل؛ فيمكنه أن يبحث في شعب الإيمان ليجد عشرات بل مئات الأعمال الخيرية التي
يمكن أن يقوم بها.. وأولها أن ينظر في أهل حيه أو زملائه في
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 256