responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 254

الوصول إليهم كلما أرادوا.

وكان في إمكانهم أن يطرحوا مشاريعهم بكل هدوء على كل الأحزاب، وأي حزب وقف معهم ناصروه، وأيدوه، وانتخبوا عليه.. لكنهم لم يفعلوا لأن هدفهم ليس وصول مشروعهم إلى السلطة، وإنما وصولهم هم بأعيانهم إليها.

ولهذا لم ينصرهم الله تعالى، فالله لا ينصر إلا من ينصره، ويتخلى عن ذاته، وتخلص دعوته إليه، لا يريد منها جزاء ولا شكورا، فإن شاء الله أن يمكنه مكنه، وإن لم يشأ أكمل دوره الدعوي الإصلاحي المملوء بالسلام.

طبعا هذا الكلام لن يروق الإخوان لأنهم يريدون دائما أن يصوروا أنفسهم مظلومين لا ظالمين، ومحقين لا مبطلين، مع أنه لم يشوه سماحة الإسلام، مثلما شوهوها؛ فهم الذين استعملهم الغرب لضرب الداخل الإسلامي، ففي سورية ألوية من ألويتهم، وجيوش من جيوشهم، وفي مصر لا تزال أحقادهم على الجيش المصري غضة طرية، لم يمكنهم إخفاؤها، فقد تخلوا عن شعار [الإسلام هو الحل]، وصار الشعار عندهم هو [مرسي هو الحل]

هذه الأسباب الجوهرية المتمثلة في غلبة الأنا، وحب الصراع هي السبب في كل ما حصل لهم من أنواع الفشل على مدى ما يقرب من قرن من الزمان، فهل آن لهم بعد كل هذه المحن أن يراجعوا أنفسهم، ويستعيدوا وعيهم، ويجنبوا المسلمين جرائر أعمالهم، ويكتفوا من الدعوة إلى الله بالدعوة لله في إطار الأخوة الإسلامية العامة، بعيدا عن الصراع مع أي كان إلا الصراع مع الشيطان.

اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 254
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست