اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 240
بل إن بعضهم ـ وهو رئيس لحزب إسلامي أيضا ـ ذكر أنه
(ذهب إلى كابول، والتقى كبار القيادات الأفغانيّة وتمّ الزّجّ به في الخطوط
الأماميّة كمدرّب ومحارب شرس نال إعجاب كبار القيادات الأفغانيّة، لأنّه كان ممّن
يحسن استعمال [سلاح الأربي جي])
قال ذلك بفخر..
وعندما حلت الحرب بسورية كان من المحرضين عليها، ولولا أنه كان رئيسا لحزب إسلامي
لذهب رفقته سلاحه الأربي جي، ليضرب به الجيش
السوري، والشعب السوري.
وهكذا كان موقف
سائر الأحزاب الإسلامية في سائر البلاد العربية، وفي تونس الجارة والشقية، كان
الأمر أفضع وأبشع، فقد أتيح حينها للإسلاميين التسلق للسلطة، مستغلين الغليان
الشعبي، وبدل أن يعملوا حينها على ترميم أوضاعهم، وإصلاح أحوالهم راحوا يحشرون
أنوفهم في شؤون إخوانهم، فبدل أن يرسلوا طلبة العلم إلى سورية ليستفيدوا من علومها
وحضارتها أرسلوا إليها من يحملون الأحزمة الناسفة، وكل أدوات الدمار.
ولم يكتفوا
بذلك، بل راحوا يجمعون أمريكا وكل قوى الشر، ليحرضوهم على ضرب سوريا مثلما ضربوا
ليبيا..
ولم يكتفوا
بذلك، بل راحوا يطردون السفير السوري، ويهينونه، ويتصورون أنهم سيكونون بذلك طليعة
وقدوة لسائر الدول في طرد السفراء السوريين، لكن ظنهم خاب، كما يخيب كل مرة.
ثم يزعمون لنا
بعد ذلك أن راشد الغنوشي رجل عاقل، وقرأ الفلسفة والحكمة، وأن له أناة وتدبرا..
وأنه لا يمضي في أمر قبل أن يحسب له حسابه.. لكن سورية التي فضحت الجميع فضحته كما
فضحت كل الأحزاب التي استعملت اسم الإسلام العظيم لتخدع به العقول، وتملأها
بالأوهام الكاذبة.
ولا أزال أذكر
في هذا المقام قول الغنوشي وهو في قمة غروره بعد أن استولى حزبه
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 240