responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 224

لكنهم في نفس الوقت الذي كانوا فيه كالغزلان أمام إسرائيل راحوا يزأرون كالأسود على سورية الجريحة، بل راحوا يحرضون الجيش المصري والشعب المصري على أن يتحول إلى عصابات إرهابية للإجهاز على سورية، بدل أن يتحول إلى طبيب لإنقاذها.

وهكذا، فبدل أن يختاروا الوقوف مع النظام السوري وشعبه، آثروا أن يختاروا الوقوف مع الإرهابيين، بل كان وجود الإخوان في سدة الحكم أكبر فرصة لإرسال أكبر عدد من الإرهابيين، وإقامة أكبر المؤتمرات الإرهابية ضد سورية، وقد عاقبهم الله على ذلك بأن وضعوا في قوائم الإرهاب بعد أسابيع قليلة من مواقفهم تلك.. وكان الذي وضعهم هو نفس تلك الدول التي تزلفوا لها، وحاربوا كل شيء من أجل سواد عيونها.

وهكذا كان فشلهم في اختيار الحلفاء، فبدل أن يولوا وجوههم قبل المشرق الذي كان يضم الدول المستضعفة، بما فيها روسيا وإيران.. راحوا يولون وجوهم قبل المغرب، لتصورهم أن أمريكا يمكنها أن تحميهم، فخدعوا بمعسول وعودها، متناسين أن أمريكا لا وعود لها، ولا مواثيق، وينسون ما فعلته بكل حلفائها، وبكل من قدموا كل شيء لأجلها.

وهكذا كان فشلهم في استقطاب الأصدقاء، فبدل أن يتوجهوا للعقلاء من الباحثين والأكاديميين والعلماء والصوفية، راحوا يتوجهون لأولئك المشايخ السلفيين الذين أتاحوا لهم أن يقولوا في قنواتهم كل شيء، ويحيوا كل فتنة، ويثيروا كل شغب.. وكان ذلك كله على حساب الإخوان أنفسهم، لأن ما يفعله الحليف يحصده حليفه.. ولذلك اتهم الجميع الإخوان بقتل الشيخ الشهيد حسن شحاتة الذي كان ضحية الخطاب الطائفي الذي أتيح له أن يعلو في مصر في عهد الإخوان كما لم يعلو قبله ولا بعده.

وهكذا كان فشل الإخوان المسلمين السوريين في كل اختياراتهم.. فبدل أن ينتهجوا منهج السلم لتحقيق ما يصبون إليه، راحوا يكررون ما فعلوه من جرائم في حماه، ليس في حماه فقط، وإنما في كل البلاد السورية، ولذلك أكدوا كل ما يقال عنهم بأنهم ليسوا إخوانا

اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 224
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست