اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 177
للعقول.
لكنه ما لبث أن
أدار ظهره لللإخوان، بعد أن احترقت ورقتهم، بل صار ناقدا لهم، وصار يهددهم بأنه لو
شاء أن يكشف أوراقهم، لفضحهم بها.. وسكتوا.. واستسلم الكثير منهم لتهديداته.. وراح
بعضهم ينتقد طروحاته، وهم يتصورون أنها طروحات يمكنهم تحليلها ومناقشتها، ولا
يعلمون أنهم يناقشون تاجرا استفاد من الجميع، وباع الجميع.
فهو قد استفاد
من القذافي تلك الملايين الكثيرة، وبعدها راح يبيع فتوى لأعدائه بقتله والتحريض
عليه.. واستفاد من الرئيس مبارك، ثم راح يبيعه بعد أن احترقت أوراقه.. واستفاد من
مرسي.. ثم باعه.. وهكذا مارس التجارة الدينية بكلمات يرددها، وسجعات كهان يأسر بها
القلوب، ويقيد بها العقول التي تستسلم للكلمات، ولا تحللها ولا تفكر في مضامينها.
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 177