اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 165
ودعاته.
وقدرة هذا
المهرج الذي استطاع أن يتلاعب بعقول الملايين، وخاصة في بداية ما يسمونه ثورة
سورية، لا تكمن فقط في التلاعب بجسده، وإنما أيضا بالكلمات والعواطف؛ فقد كان يشجع
من يسمونهم ثوارا، ويخطب الخطب الحماسية في دعوتهم للتصفية الجسدية للجيش السوري
وللشبيحة التي هي الشعب السوري، ولكل من يقف في طريقهم، ويخبر بحماسة شديدة عن
الكثير من الانتصارات الزائفة التي كانت تتحقق عندما يحتل المسلحون المدن أو
المؤسسات، أو يضع صورا لجثث الجيش السوري، وكأنها جثث نازيين أو مستعمرين.
لكنه وبعد أيام
معدودة، وعندما يستعيد الجيش السوري زمام المبادرة، ويعيد المؤسسات إلى أحضان
الدولة، والمدن إلى سكانها الأصليين، يقوم متباكيا كالمرأة الثكلي، ويضع أيضا صورا
لأولئك الإرهابيين، وهم قتلى، ثم يصيح في الأمة أن تثأر لهم، لأن بشارا يقتل
شعبة.. وأحيانا يرتفع صوته بالبكاء، ولا يستطيع التوقف إلى أن تتوقف الحصة.
وأحيانا يظهر
بمظهر المستجدي الشحاذ، وكم أخرجت لنا الفتنة السورية من شحاذين على أبواب البيت
الأبيض وأبواب البرلمانات الأوروبية لا يستجدون أموالا فقط، وإنما يستجدون جميع
أنواع الأسلحة لضرب مؤسسات دولتهم، وقتل من لا يواليهم من شعبهم.
وقد جمع في تلك
الحصص التي يلقيها وغيرها أموالا كثيرة، ثم اتهمته المعارضة السورية التي كان
يدافع عنها بسرقة الكثير من تلك الأموال؛ فصار يخصص حصصه للدفاع عن نفسه ونزاهته،
ويخصص أخرى لمواجهة الفصيل الذي واجهه من المعارضة والتحريض عليها.
وكان في كل حين
تتغير ملامحه عندما يشعر أنه أفرط في التهريج؛ وأن ما ذكره من
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 165