اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 10
وأحب أن أجيب أولئك الذين سألوني ـ عند نشري لهذه
المقالات ـ عن سر تخصيصي لهذا الوقت بالضبط دون غيره لنشر هذا الكتاب، بأنني كتبت قبل
هذه الفترة المقالات الكثيرة، والتي نشرتها في الصحف والكتب المختلفة، بل إن
الكثير مما كتبته في سلسلة [الدين والدجل] كان في الرد على المنظومة الفكرية التي
تبنت الحرب على سورية، وعلى مثلها من البلاد العربية والإسلامية.
أما دفاعي عنها
في هذه الفترة بالضبط، وخروجي عن التلميح في نواح كثيرة إلى التصريح، فالفضل فيه
يعود لذلك الاعتداء الثلاثي الأمريكي والبريطاني والفرنسي، وقبله الاعتداء
الإسرائيلي، من دون أن أرى أي تنديد لا عربي، ولا إسلامي، ما عدا بعض الدول
القليلة المحدودة، والتي تلقى من الحرب ما تلقاه سورية نفسها.
بل إن بعض الدول
العربية راحت تعلن تأييدها وتطالب بالمزيد من الاعتداءات.. وعندما اجتمعت الدول
العربية في قمة الظهران لم تتحدث عن تلك الاعتداءات، بل راحت تقرها وتؤكدها وتدعو
لنظائر لها.
وعندما رحت
لمواقع العلماء والمتنورين منهم خصوصا وجدتهم لا يعطون الأمر أي قيمة، بل وجدت
منهم من حزن، لا للاعتداء، وإنما لعدم استمراره وتحقيقه لأغراضه.
حينها رحت أعاتب
نفسي، بل أوبخها.. لأني صرت مثل كل أولئك الساكتين الذين آثروا الحياد.. والحياد
في أمثال هذه المواقف خيانة وجريمة.
لقد عرفت أن
الله تعالى اختبرنا بتلك الاعتداءات، وهل نسكت، أم نجامل، أم نهادن أولئك الأصدقاء
الذين لا يحترموننا إلا إذا جاملناهم، وفكرنا بالطريقة التي يفكرون بها، ووقفنا
المواقف التي يقفونها.
لقد صرت بين
أمرين: إما أن أؤثر مرضاة الله بمناصرة سورية الجريحة التي تئن من كثرة أعدائها،
أو أولئك الذين يثنون علينا، ويذكرون أنهم يستفيدون منا، ولكنهم في نفس
اسم الکتاب : سورية والحرب الكونية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 10