اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 452
هذه
بعض النماذج عن طروحات قادة الثورة الإسلامية للقيم الحضارية التي تحكم الاقتصاد،
وقد دل الواقع على جدواها، حيث نرى تمتع الاقتصاد الإيراني ـ على الرغم من الحرب
التي مر بها، والحصار الذي أعقبها ـ من الانهيار، ووفر الاكتفاء الذاتي في الكثير
من المجالات.
ثالثا ـ الجانب التربوي وقيم الحضارة:
بناء
على البعد العقائدي لنظام ولاية الفقيه، وبناء على كون المؤسسات التربوية
والتعليمية هي المراكز التي تتخرج منها الأجيال، وتبنى فيها المفاهيم، وترسخ بين عرصاتها
القيم، كان لهذه المؤسسات، وللجانب التربوي أهميته الكبرى لدى قادة الثورة
الإسلامية، ولدى جميع مسؤوليها.
وقد
أشار إلى هذه الأهمية الخامنئي بقوله: (لو أن الإنسان في الواقع أراد أن يقسّم أعمال البلد وقطاعاته
المختلفة ويضعها بحسب الأهمية، فإنّ التربية والتعليم توضع في أعلى اللائحة وعلى
رأسها)[1]
وانطلاقا
من هذا وضعت في إيران فلسفة خاصة للتربية والتعليم تتميز عن غيرها من بلاد العالم،
وهي أيضا كانت ـ كسائر الجوانب ـ هدفا للمغرضين، الذين لا يتصورون أن هناك مناهج
تعليمية وتربوية تختلف عن المناهج الغربية التي يعرفونها.
ومن
خلال استقراء ما كتبه قادة الثورة الإسلامية، أو ألقوه من خطب، ومن خلال الواقع
التربوي في إيران يمكننا أن نكتشف خاصيتين بارزتين، أو قيمتين حضاريتين كبيرتين،
نفتقدهما للأسف في أكثر البلاد الإسلامية.