responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 398

الأهواء النفسانية والسعي للجاه وحب المال والغرور أكثر وأشدّ بكثير لدى الشيوخ منه لدى الشبان. أرواح الشبان رقيقة شفافة سهلة القياد، وليس لدى الشبان من حب النفس وحب الدنيا بقدر ما لدى الشيوخ. فالشاب يستطيع بسهولة نسبيا أن يتخلص من شر النفس الأمارة بالسوء، ويتوجه نحو المعنويات. وفي جلسات الوعظ والتربية الأخلاقية يتأثر الشبان بدرجة كبيرة لا تحصل لدى الشيوخ، فلينتبه الشبان، وليحذروا من الوقوع تحت تأثير الوساوس النفسانية والشيطانية، فالموت قريب من الشبان والشيوخ على حدٍّ سواء وأيّ من الشبان يستطيع الاطمئنان إلى أنه سيبلغ مرحلة الشيخوخة؟ وأيُّ إنسان مصون من حوادث الدهر؟ بل قد يكون الشبان أكثر تعرضا لحوادث الدهر من غيرهم) [1]

وهو يرد على أولئك الذين يضيعون الفرص، ويتصورون أن الشفاعة وحدها ستكفيهم، وتصد عنهم عذاب الله الذي كتبه على المنحرفين من عباده؛ فيقول: (بني: لا تضيّع الفرصة من يديك، واسعَ لإصلاح نفسك في مرحلة الشباب، وعلى الشيوخ أيضاً أن يعلموا أنهم ما داموا في هذا العالم، فإنهم يستطيعون جبران ما خسروا وما ضيّعوا، وأن يكفّروا عن معاصيهم، فإن الأمر سيخرج من أيديهم بمجرد انتقالهم من هذا العالم، والتعويل على شفاعة أولياء الله عليهم السلام، والتجرؤ في ارتكاب المعاصي من الخدع الشيطانية الكبرى، تأمّل أنت حالات الذين عوّلوا على شفاعتهم غافلين عن الله وتجرأوا على المعاصي، تأمل في سيرتهم، وانظر في أنينهم وبكائهم ودعائهم وتحرقهم واعتبر من ذلك) [2]

ويروي عن الإمام الصادق أنه جمع أهل بيته وأقاربه في أواخر عمره، وقال لهم: (إنكم ستردون على الله بأعمالكم، فلا تظنوا أن قرابتكم لي ستنفعكم يوم القيامة)، وعلق


[1] المرجع السابق، ص36.

[2] المرجع السابق، ص37.

اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 398
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست