responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 396

نوعا من الانشغال عن الحق.

ولهذا نرى الخميني ينهى عن الاهتمام بمطالعة كتب العرفان، مع الخلو من العمل، لأن ذلك قد ينشئ الغرور، ويبعد عن التقوى، يقول في وصاياه مخاطبا زوجه ابنه فاطمة: (ابنتي: الإنشغال بالعلوم حتى العرفان والتوحيد إذا كان لاكتناز الاصطلاحات -هو حاصل- أو لأجل نفس تلك العلوم، فإنه لا يقرب السالك من الهدف بل يبعده عنه (العلم هو الحجاب الأكبر)، وإذا كان البحث عن الحق وعشقه هو الهدف -وهو نادرٌ جداً- فذلك مصباح الطريق ونور الهداية، (العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده)، وللوصول إلى يسير منه يلزم التهذيب والتطهير والتزكية؛ تهذيب النفس وتطهير القلب من غيره فضلاً عن التهذيب من الأخلاق الذميمة التي يحتاج الخلاص منها إلى كثيرٍ من المجاهدة وفضلا عن تهذيب العمل مما هو خلاف رضاه جل وعلا، والمواظبة على الأعمال الصالحة، من قبيل الواجبات التي هي في الطليعة، والمستحبات بقدر الميسور وبالقدر الذي لا يوقع الإنسان في العجب والأنانية) [1]

ولهذا نجد الخميني ينتهج منهج صوفية المجاهدات، من أمثال المحاسبي والغزالي؛ فيحذركل حين من الخطرات ووساوس النفس الأمارة بالسوء، ويدعو إلى مجاهدتها، واستعمال كل الوسائل الشرعية في ذلك.

ومن ذلك ما ذكره في وصيته العرفانية، والتي يقول فيها مخاطبا ابنه وشعبه: (إن ما هو مذموم، وأساس ومنشأ جميع ألوان الشقاء والعذاب والمهالك، ورأس جميع الخطايا والذنوب إنما هو [حب الدنيا]، وهو حب ناشئ من [حب النفس]؛ فمع أن عالم المُلك ليس مذموما في حدِّ ذاته، فهو مظهر الحق، ومقام ربوبيته، ومهبط ملائكته، ومسجد عباده، وتربية


[1] المرجع السابق، ص110.

اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 396
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست