responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 395

إلا أنه ندم فتركها، فخوطب بالقول: لو أنك أتيتني بتلك الجيفة، لكنت سقطت من مقامك)[1]

ثم علق على الرواية بقوله: (وأني لا أعرف مدى صحة الحديث، ولكن لعل الأمر بالنسبة لمقام الأولياء، يعد سقوطاً حينما يرون الأفضلية لأنفسهم على غيرهم، فتلك أنانية وغرور. وإلاّ فلِم كان النبي الأكرم a يأسف ذلك الأسف المرير على عدم إيمان المشركين، إلى الحد الذي خاطبه الله تعالى بقوله: ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴾ [الكهف: 6]؛ فليس هذا سوى أنه عشق جميع عباد الله، وعِشق الله هو عشق لتجلياته، فهو a يتألم مما تؤدي إليه الحجب الظلمانية للأنانية والغرور في المنحرفين، من دفعهم إلى الشقاء ثم العذاب الأليم في جهنم نتيجةً لأعمالهم في حين أنه يريد السعادة للجميع. فهو مبعوث لتحقيق السعادة للجميع. والمشركون المنحرفون -عُمي القلوب- وقفوا بوجهه، ونصبوا له العداء رغم أنه جاء لإنقاذهم) [2]

هذه بعض الاقتباسات من كلام الخميني في التوحيد، وكونه الهدف الأكبر من السير التحققي، وهو أكبر رد على من يرمونه بالغلو في الأئمة، وأنه ينزلهم فوق منازلهم، ومثل هذا نجد نصوصا كثيرة جدا في أعماق التوحيد التي لا تلوح على بال أولئك المنكرين.

4 ـ القيم الروحية والسلوك التحققي والتخلقي:

من أهم المزايا التي تميز بها الطرح العرفاني للخميني والمدرسة التي ينتمي قادة الثورة الإسلامية الإيرانية هي ذلك الاهتمام بالسلوك التحققي والتخلقي، أو ما يطلقون عليه لقب [العرفان العملي]، وهو ما أبعدهم عن تلك الشطحات التي وقع فيها بعض المدارس الصوفية، الذين أهملوا العمل، أو قصروا فيه، بل إن بعضهم اعتبر الاهتمام بالعمل والسلوك


[1] المرجع السابق، ص27.

[2] المرجع السابق، ص27.

اسم الکتاب : إيران نظام وقيم المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 395
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست